أصبحت الرسالة القصيرة التي يبعثها أخي الدكتور/ عادل الشرف بعد صلاة عصر كل خميس عادة حميدة ننتظرها أسبوعيا، يذكرنا فيه بمكارم الرسول – صلى الله عليه وسلم – ومناقبة والصلاة عليه – صلى الله عليه وسلم .

– ما معنى قوله -تعالى-: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} (الأحزاب:43)؟

نعمة عظيمة

هذه نعمة عظيمة من الله -عز وجل- على أمة محمد – صلى الله عليه وسلم -، (المؤمنين منهم خاصة)، وهذه الآية من سورة الأحزاب أتت بعد قوله -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} (الأحزاب:41-42).

اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا

عن ابن عباس في قوله: {اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا} يقول: لا يفرض على عباده فريضة إلا جعل لها حدا معلوما، ثم عذر أهلها في حال عذر غير الذكر، فإن الله لم يجعل له حدا ينتهي إليه ولم يعذر أحدا في تركه إلا مغلوبا على عقله، بالليل والنهار في البر والبحر، وفي السفر والحضر، والغنى والفقر، والسقم والصحة، والسر والعلانية، وعلى كل حال.

وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً

وقال: {وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}، المراد صلوا لله بكرة وأصيلا، والصلاة تسمى تسبيحا، وخص الفجر والمغرب والعشاء بالذكر؛ لأنها أحق بالتحريض عليها؛ لاتصالها بأطراف الليل.

وقال قتادة والطبري: الإشارة إلى صلاة الغداة وصلاة العصر. والأصيل: العشي، وجمعه: أصائل. والأصل بمعنى الأصيل، وجمعه: آصال، قاله المبرد، فإذا فعلتم ذلك، صلی علیكم هو وملائكته، قال الله -عز وجل-: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ}.

نعمة الهداية

{لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} أي: من الضلالات إلى الهدى. قلت: وهذه نعمة من الله –تعالى- على هذه الأمة من أكبر النعم، ودليل على فضلها على سائر الأمم. وقد قال: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} (آل عمران: 110). والصلاة من الله على العبد هي رحمة له وبركة لديه. وصلاة الملائكة: دعاؤهم للمؤمنين واستغفارهم لهم، كما قال: {وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا} (غافر: 7).

– وماذا عن قوله -تعالى-: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} (الأحزاب:56).

الصلاة على رسول الله – صلى الله عليه وسلم

– هذه الآية أتت بعد الآيات التي ذكرت فيها أمهات المؤمنين (زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهن جميعا)، ومن فضل الله عليَّ أنه أصبح معظم ذكري هو الصلاة على رسول الله – صلى الله عليه وسلم -؛ إيمانا بما قاله – صلى الله عليه وسلم -: «إذن تُكفى همك ويغفر ذنبك».