هل من أسماء الله الحسنى (الجميل)؟

– نعم ورد هذا الاسم لله -عز وجل- في حديث صحيح، ولم يرد في كتاب الله، وتعلم أن الحديث حجة كما القرآن.

– لا شك أن الحديث حجة، ذكرني بمتن الحديث بارك الله فيك! كنت ومؤذن مسجدنا الجديد في حوار بين العشائين، اتخذنا من الزاوية اليمنى مجلسا بانتظار الأخيرة.

– في صحيح مسلم من حديث عبدالله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم  قال: «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، قال رجل: إن الرجل يجب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة، قال صلى الله عليه وسلم : إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس».

– أليس لفظ جميل صفة للفظ الجلالة؟

– كلا، الصفة أو النعت تتبع المنعوت تعريفا وتنكيرا وإعرابا، تقول البيت الجميل، بيت جميل، بيتا جميلا، أما قوله صلى الله عليه وسلم : «إن الله جميل»، جملة تامة، كاملة، ورد فيها اسم الجميل خبرا لـ(إن)، مطلقا منونا محمولا عليه المعنى مرادا به العلمية ودالا على صفة كمال لله -عزّ وجل- وهذه هي متطلبات ثبوت الاسم من الأسماء الحسنى لله عزّ وجلّ.

– وهل ورد دعاء فيه ذكر اسم (الجميل) لله عزّ وجل؟

ذكرنا سابقا أن الدعاء بالأسماء الحسنى هو أحد الطرائق في إحصاء الأسماء الحسنى وهو التعرف على الله -عز وجل- ومعرفة أسمائه التي ارتضاها لنفسه وأوحى بها إلى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم  ليعرفنا بها في كتاب الله أو السنة الصحيحة، هذا هو الهدف الأول والأسمى لإحصاء الحسنى، وبعد معرفتها نختار منها ما يناسب حاجتنا في الدعاء، فليست الغاية من دراسة الأسماء الحسنى هي الدعاء بها، فحسب، بل هذه نتيجة ثانوية، أهم منها التعرف على جلال وكمال وعظمة وجمال الله -عز وجل-.

استغرب صاحبي لما سمع.

– تصدق أني أول مرة تخطر على بالي هذه المعلومة مع أنها من أساسات تعلم الأسماء الحسنى! لنتابع حديثنا عن اسم الله (الجميل).

– (الجمال) في اللغة هو الحسن وتجمل (تزين)، و(المجاملة)، هي المعاملة بالجميل، و(التجمل) تكلف الجميل.

     وفي حق الله تعالى، (الجميل) -سبحانه وتعالى- جماله على أربع مراتب جمال الذات وجمال الصفات وجمال الأفعال وجمال الأسماء، فهو -سبحانه- جميل بذاته جمال يليق به -عز وجل- لا يدركه سواه، وهو -سبحانه- جميل بأفعاله كلها، لا يصدر عنه إلا كل فعل جميل -عز وجل-.

     فهو جميل بجميع صفاته، وجميل بأسمائه فأسماؤه كلها حسنى، عن ابن عباس رضي الله عنه : «حجب الذات بالصفات، وحجب الصفات بالأفعال فما ظنك بجمال حجب بأوصاف الكمال وسُتر بنعوت العظمة والجلال؟!»، ومن هذا نفهم معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم : «لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك».