لقد خلق الله هذا الكون وفق قوانين لا تتبدل ولا تتغير.

قوانين ثابتة تبقي كل شيء وفق نظام دقيق.

        من هذه القوانين ما يتعلق بالكون.. السموات والأرض والنجوم والشمس والقمر والليل والنهار.. {لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون} (يس: 40).

ومن هذه القوانين ما يحكم حياة البشر.

        كنت وصاحبي نعود أحد معارفنا في المستشفى الصدري بعد أن أجرى عملية «قلب مفتوح».. عبرنا خطأ في ممر العناية المركزة وإذا المرضى موصلون بأسلاك وأنابيب دون حراك.. «كم هي عظيمة نعمة العافية».

– وما القوانين التي تحكم حياة البشر؟

– البشر بوصفهم أمم وأفراداً تحكمهم قوانين منها الصراع بين الحق والباطل.. انتصار أهل الإيمان.. قانون الابتلاء.. قانون الظلم والظالمين.. إلى غيرها من القوانين الثابتة التي لا تتغير ولا تتبدل أبدا، {ولا مبدل لكلمات الله} (الأنعام: 34).

كنت وصاحبي بانتظار المريض.. أخبرنا ابنه أن الممرض أخذه لبعض الفحوصات.

– وما قانون «انتصار أهل الإيمان»؟

– هذا القانون ورد في قول الله تعالى.. {وكان حقا علينا نصر المؤمنين} (الروم: 47) فالمؤمنون ينصرهم الله إذا حققوا شروط هذا القانون.

– ماذا تعني؟!

– أعني أن لكل قانون (سنة) شروطا يجب تحقيقها حتى نصل إلى النتيجة المطلوبة.. فإذا تخلف النصر عن فئة مؤمنة يجب أن نبحث عن الشرط الذي أخلوا به والذي أدى إلى تخلف النصر عنهم، ومن هذه الشروط:

1- خلل في الإيمان.. ولذلك كان عمر بن الخطاب يوصي جيوشه ومنها جيش سعد بن أبي وقاص:  «وآمرك ومن معك أن تكونوا أشد احتراسا من المعاصي منكم من عدوكم».

2- عدم إعداد القوة قدر الاستطاعة.. {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم} (الأنفال: 60).

3- الاجتماع وعدم التفرق.. {وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم} (الأنفال: 45).

4- إخلاص النية لله، وتجديد ذلك {يأيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم} (محمد: 7).

5- أخذ الحيطة والحذر.. {يأيها الذين آمنوا خذوا حذركم} (النساء: 71).

6- طاعة القائد العام والتزام أوامره.. (غزوة أحد).

7- عدم الاغترار بالعدد والعدة وإرجاع القوة لله دائما.. {ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا} (التوبة: 25).

8- الصبر وتحمل الأذى {يأيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون} (آل عمران: 200).. {إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله} (آل عمران: 14).

وبالطبع دعاء الله واللجوء إليه.. فقد كان النبي [ يلح في الدعاء كما في غزوة بدر: «اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم آتني ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض»، فما زال يهتف بربه مادا يديه مستقبلا القبلة حتى سقط رداؤه عن منكبيه، فأتاه أبوبكر فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه ثم التزمه من ورائه وقال: «يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك».

[button link=”https://www.prof-alhadad.com/wp-content/uploads/2012/08/Pages-from-625.pdf” color=”red” newwindow=”yes”]تحميل[/button]