– الابتلاء.. الاختبار والامتحان.

– الفتنة.. ابتلاء آلت نتيجته إلى سوء.

       من سنن الله الكونية التي لا تتبدل ولا تتحول.. ابتلاء جميع خلقه.. بمعنى امتحانهم.. امتحانا عادلا لا ظلم فيه.. {الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا} (الملك: 2)، {إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا} (الكهف: 7).

– إن كلمة (بلاء) توحي بالمصيبة..

         كنت وصاحبي في طريقنا لعزاء أحد زملائنا في العمل فقد ابنته ذات الخمسة أشهر؛ في المعجم الوسيط: البلاء: الحادث ينزل بالمرء ليختبره.. وجرى عرف الناس أن يعدوا المصائب اختباراً.. بينما الشريعة تبين أن الابتلاء يكون بالخير والشر.. وربما كان الاختبار بالخير أشد.. فتكون فتنة: {واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة}، فالحياة كلها ابتلاء (امتحان).. واختبار  الإيمان أشد من الاختبار العام.

– ماذا تعني باختبار الإيمان؟

– يقول عز وجل: {أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين} (العنكبوت:2).

       وفي تنوع أدوات الاختبار.. يقول عز وجل: {ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين} (البقرة: 155)، وكذلك يقول تعالى: {وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم فيما آتاكم إن ربك سريع العقاب وإنه لغفور رحيم} (الأنعام: 165).

فأدوات الاختبار كثيرة.. وتكون فيما تحبه النفس أو تكرهه.

وهل يزيد الاختبار (البلاء) مع زيادة الإيمان؟

        نعم.. في الحديث: «أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل يبتلى الرجل على حسب (قدر) دينه؛ فإن كان دينه صلبا اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلي على حسب دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض ما عليه خطيئة» السلسلة الصحيحة.. ويذكر الله عباده المؤمنين بسنة الابتلاء فيقول: {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب} (البقرة: 214).

قاطعني مستفسرا:

– ولكن ألا يكون العذاب وتنزل المصائب بسبب الذنوب؟

– هذا سبب رئيس للمصائب: {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير} (الشورى: 30)؛ لذا وجب على من تقع عليه المصيبة أن يراجع نفسه ليرى «هل من ذنوب؟».. فيستغفر ويتوب، وإن لم يكن من أصحاب الذنوب يستغفر.. ويصبر على أنه ابتلاء من الله تعالى.. كما بين النبي [: «إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم؛ فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط» السلسلة الصحيحة.

[button link=”https://www.prof-alhadad.com/wp-content/uploads/2012/08/Pages-from-628.pdf” color=”red” newwindow=”yes”]تحميل[/button]