– هذه الآيات من سورة الملك (تبارك) تحذر الناس جميعا من أن (يأمنوا الله) سبحانه وتعالى.

– ماذا تعني (يأمنوا الله)؟! بكلمات نفهمها نحن عامة الناس.

– المعنى أن يطمئنوا ألا يأتيهم عذاب الله.. كما قال عز وجل: {أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون} فإن الله ينكر على من يعمل السيئات أن يأمن ويطمئن ألا ينزل عليه عذاب الله؛ ولذلك قال كثير من المفسرين: إن المراد الكفار وأهل المعاصي، والصحيح ألا يأمن أحد عذاب الله، وذلك باستقراء الآيات والأحاديث الصحيحة.

– هلا زدتنا بياناً؟

كنا أربعة نفر نتحاور بين العشاءين بعد أن خلا المسجد من المصلين.

– في هذه الآيات يقول تعالى: {أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصباً فستعلمون كيف نذير ولقد كذب الذين من قبلهم فكيف كان نكير} (تبارك: 16 – 18).

      وفي سورة الأعراف يقول تعالى: {ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون (96 – 99).

– يحذر الله أهل القرى من عاقبة تكذيبهم الرسل.

قاطعني (بو سالم):

– وما المقصود بـ(مكر الله)؟

– تدبير الله للأمور؛ فإن المكر لغة هو التخطيط بالسر لضرر المكيد، كما قال الله تعالى: {ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين} (الأنفال: 30)، ورجوعا إلى موضوعنا الأول، قال تعالى في سورة الإسراء: {أفأمنتم أن يخسف بكم جانب البر أو يرسل عليكم حاصبا ثم لا تجدوا لكم وكيلا) (86)، فالمؤمن حاله أنه في خوف دائم من الله عز وجل، ولاسيما إذا وقع منه ذنب وتقصير.

– وماذا عن معنى المفردات؟

– يخسف.. يغور (يجعلكم داخل الأرض).

تمور.. تضطرب وتتحرك كما الرحى.

حاصبا.. ريحا فيها حصباء (حصى).

        والمعنى على العموم أن المطلوب من المؤمن ألا يطمئن بأن الله لن يصيبه بعذاب في الدنيا، ومن باب أولى أهل المعاصي، فإذا وقع منه ذنب رجع ولم يتمادَ، وكذلك لا يقنط من رحمة الله ولا ييأس من روح الله؛ فإن الصحابة حتى من بشرهم الرسول[ بالجنة، كما أبي بكر الصديق – رضي الله عنه – كان يقول: «والله لو كانت إحدى قدمي في الجنة والأخرى خارجها ما أمنت مكر الله» بمعنى: تدبيره وعقابه لي نتيجة ذنوبي، وذلك من باب التأدب مع الله وعدم ضمان شيء على الله عز وجل، وربنا يرسل بين فترة وأخرى شيئا من آياته يذكرنا بعذابه، كما الخسوف والكسوف والزلازل والفيضانات والعواصف الرملية والثلوج.

{وما يعلم جنود ربك إلا هو} (المدثر: 31) ولكن كثيرا من الناس لا يتفكرون.

[button link=”https://www.prof-alhadad.com/wp-content/uploads/2012/08/Pages-from-626.pdf” color=”red” newwindow=”yes”]تحميل[/button]