الأحداث الأخيرة في العالم العربي التي أطاحت برؤساء بعض الدول.. والفوضى التي انتشرت في كثير من بلادنا.. ثم الزلزال الكبير الذي ضرب اليابان – كل ذلك جعل كثيرا من الناس يتساءلون عن «الساعة».. وكثر السؤال: «هل هذه من علامات قيام الساعة وقربها؟»

وكان هذا ابتداء حواري مع أخي جابر الذي أقعده مرض مفاجئ فأصبح أسير الكرسي المتحرك:

– هذه كلها علامات صغرى.. ولا تعني أن الساعة ستقوم غدا أو بعد غد أو حتى بعد سنة أو حتى في عمرنا.. بل أجزم بأنها لن تقوم علينا.

استغرب تأكيدي:

– ولكن سمعت أحدهم يقول إن هذا «زمن خروج المسيح الدجال».

– كلا.. ليس زمن خروج الدجال ولن يخرج الآن.. أما قرب الساعة فقد أخبر الله عنه بقوله عز وجل: {اقتربت الساعة وانشق القمر} (القمر: 1).. {يسألونك عن الساعة قل إنما علمها عند الله وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا} (الأحزاب: 63).. {إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا} (المعارج: 6-7).. {إنا أنذرناكم عذابا قريبا يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا} (النبأ: 40).

فمن صفات القيامة قربها.. ولكن العبرة ليست بزمن قيام الساعة بل بالاستعداد لها.. لمن يؤمن بها.

– ماذا تعني بهذه العبارة؟!

– أعني أن الإيمان بالساعة يستوجب الاستعداد لها، وإلا فما قيمة الإيمان بـ (يوم الآخر).. (يوم الدين).. (يوم الحساب).. وفيه ما فيه من أهوال.. ثم المآل.. الجنة أو النار؟! من يؤمن بكل هذا لابد أن يستعد له.

– ولكن المرء بفطرته.. إذا رأى بعض العلامات فإنه يعتبر ويخاف ويرجع عن التمادي في المعاصي.

– إن ظهرت العلامات الكبرى.. فلا توبة.. كما أخبر الرسول [.. «لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعون.. وذلك حين لا ينفع نفسا إيمانها.. وقرأ الآية»: {هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا قل انتظروا إنا منتظرون} (الأنعام: 158)» متفق عليه.

فمن كان مؤمنا من قبل بقي على إيمانه، ومن كان كافرا بقي على كفره.. وكذلك في حديث الدابة.. وهي من العلامات الكبرى.. تسم الناس على وجوههم.. (مؤمن).. (كافر).. وهكذا تتوالى العلامات الكبرى بعد ذلك كحبات المسبحة.. الدجال.. يأجوج ومأجوج.. والنار التي تحشر الناس.. هذه كلها تقع.. وقبل النفخة التي تعلن قيام الساعة يكون المؤمنون قد ماتوا.. فلا تقوم الساعة على مؤمن!!!

كان جابر ينصت باهتمام.

– وهذه كلها نؤمن بها من باب الإيمان بالغيب ذلك أنها جاءت في كتاب الله أو أخبرنا عنها الرسول [.. أما العبرة فهي الاستعداد لذلك اليوم الذي لن يقوم علينا.. والسؤال الدائم: «ما أعددت لها؟» متفق عليه، فساعة كل منا تقوم لحظة موته.. وحيث إننا لا نعلم هذه اللحظة وجب علينا أن نكون على استعداد دائم لها فإن أحدنا لا يدري بأي أرض يموت.

[button link=”https://www.prof-alhadad.com/wp-content/uploads/2012/08/Pages-from-624.pdf” color=”red” newwindow=”yes”]تحميل[/button]