عن أبي هريرة ] أن رسول الله [ قال: «إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا.. من أحصاها دخل الجنة» وفي رواية زاد «وهو وتر يحب الوتر» متفق عليه.

هذا الحديث سمعت فيه الكثير وأريد المزيد..

– (أحصاها).. عدّدها.. حفظها.. علمها.. وعرف معانيها كما أراد الله تبارك وتعالى.

القاعدة: أن الله لا يأمرنا بما لا نستطيع.. فهل بالإمكان أن نحصي أسماء الله الحسنى التسعة والتسعين المرادة بهذا الحديث؟

هذا الحديث يمكن أن نعلمه ونعمل به إذا فهمنا معناه كما نفعل مع حديث ليلة القدر.. وحديث ساعة الجمعة المستجابة..

– ماذا تعني؟!

– عندما لم يعين الرسول [ – بوحي من الله – ليلة القدر.. وإنما طلب منا أن نلتمسها في العشر الأواخر.. فإنه بذلك شرع للأمة الاجتهاد في العشر كلها.. وكذلك عندما لم يحدد ساعة الإجابة يوم الجمعة.. فإنما شرع للأمة الاجتهاد في كل وقت العصر.. وهكذا هذا الحديث يجتهد الإنسان في معرفة أسماء الله الحسنى.. حفظا.. ومعنى.. ولا يزعم أحد أنه أحصاها دون غيره.. ولذلك عندما تقرأ في كتب من اجتهد في هذا الباب تجد الاختلاف في بعض الأسماء مثل.. (الشافي).. (الطيب).. (الجميل).. (الطبيب).. (السيد).. (الهادي).. (المسعِّر).. وغيرها.. والجميع مجتهد لعله يصيب والجميع مأجور..

– أول مرة أسمع أن من الاحتمالات أن يكون من أسماء الله الحسنى (الطبيب).. هل ورد ذلك في حديث؟!

– نعم.. والحديث صحيح ورد في السلسلة الصحيحة.. وأخرجه أبوداود وأحمد وابن منده.. وقال صحيح على شرط مسلم.. ومتنه: عن إياد ابن لقيط عن أبي رمثة قال: انطلقت مع أبي نحو رسول الله [ قال: فقال له أبي: أرني هذا الذي في ظهرك فإني رجل طبيب، قال [: «الله الطبيب، بل أنت رجل رفيق.. طبيبها الذي خلقها».

فالشاهد أن العلماء الذين جمعوا الأسماء الحسنى اجتهدوا واختلفوا فيما هو من الأسماء الحسنى وما هو ليس منها.. وهو باب للتنافس لنيل ثواب هذا الحديث.. ولا ينبغي أن ينكر أحد على أحد من العلماء المجتهدين.

– وهل الذين جمعوها.. وصلوا إلى تسعة وتسعين اسما؟

– نعم.. الجميع وصل إلى هذا الرقم مع اختلافهم في بعض الأسماء قديما وحديثا.. عدا بالطبع الأسماء الحسنى التي وردت في القرآن.. (الله).. (الرحمن).. (الحي).. (القيوم).. (السلام).. (المؤمن).. هذه وغيرها اتفق عليها الجميع.

– وكيف يستفيد المرء من هذا العلم الجليل؟!

– لا شك أن الفائدة لا حصر لها.. المؤمن يتعلم من الأسماء الحسنى ما لا يليق إلا بالله.. (الأحد).. (القدوس).. (المتكبر)، فيتذلل ويخضع.. والصفات التي تخيف العباد.. (شديد العقاب).. (ذو البطش الشديد).. (سريع الحساب)، فينتهي عن المعاصي.

وإذا علم أن الله (رحيم) لم يقنط.. بل يسعى أن يتصف بهذه الصفة.. وهكذا يكون العمل بمقتضى هذه الأسماء الحسنى.. وهذا من إحصائها.. من أتى به بإخلاص دخل الجنة برحمة الله.

[button link=”https://www.prof-alhadad.com/wp-content/uploads/2012/08/Pages-from-620.pdf” color=”red” newwindow=”yes”]تحميل[/button]