كنت وصاحبتي في طريقنا لقضاء حاجة ضرورية في العشر الأوائل من محرم.. وكان مقصدنا وسط المدينة.. اجتهدت تجنب أماكن تجمع المركبات التي تركزت في أماكن معروفة.

– عندما يخلو أحدنا بنفسه أو أن يكون مع صديق صدوق له.. ويفكر بتجرد.. يحمد الله على كمال شريعته وجمال هدي نبيه [.. يحمد أحدنا ربه أنه تربى على التوحيد.. فلا يتعلق قلبه إلا بالله.. ولا يدعو إلا الله.. ولا يرجو غير الله.. ولا يحلف إلا بالله.. ولا ينذر إلا لله.. ويزداد حمدا وشكرا لله.. عندما يرى بأم عينه.. أناساً «يزحفون» إلى الأضرحة.. ويطوفون حول القبور.. ويتعلقون بأسوار بنيت على الأموات.. وينذرون لأولياء وأئمة.. لا يغنون عنهم من الله شيئا.

– ولكن معظم هؤلاء العامة.. تربوا على هذا المعتقد ولم يعرفوا غيره.. فكيف نلوم العامة!

– قلت أنا.. لو خلا المرء بنفسه.. وفكر بتجرد.. وعذر أحدنا بين يدي الله عز وجل «إني لم أعرف سوى هذه الطريقة ولم أترب إلا على هذا المنهج».. غير مقبول.. ألم يرسل الله تعالي محمدا [ فبين كل شيء وبلغ الأمة جميعا.. فلماذا لا يبحث المرء.. أيا كان.. عن الحق.. ويلتزم المنهج الذي ينجيه بين يدي الله عز وجل.. لو أن أحدنا أخرج من قلبه تعظيم البشر.. والمخلوقات.. وأبقى توحيد الله وحده وتعظيمه وحده.. لوصل إلى الحق.. كيف يعتقد أحد أن الجنة والنار بيد أحد من الخلق.. مهما  كانت منزلته.. ومهما علا شأنه.. كيف يعتقد أحد أن النجاة تتحصل بالانضواء تحت لواء إمام أو ولي.. دون النظر إلى العمل الذي يقدمه.. انظري إلى منهجنا.. خمس صلوات كل يوم.. جماعة في المسجد.. صلاة جمعة كل أسبوع.. صيام رمضان كل عام مع قيام العشر الأواخر حيث لا يقرأ أحدنا إلا القرآن.. ولا يدعو إلا الله.. وحج البيت مرة في العمر.. يبتغي أحدنا في كل ذلك وجه الله تعالى.. ويرجو النجاة يوم القيامة.. وفي المقابل يصلي بعضهم في المسجد أحيانا.. وإذا غاب الإمام قيل: لهم «صلوا فرادى».. ولا يقوم ليالي رمضان.. ويحيي ليالي المحرم بروايات وحكايات فيها من الكذب أكثر مما فيها من الحق.. ويسب أصحاب النبي.. ويتبرأ من المبشرين بالجنة.. ويرى أن زيارة الأضرحة خير من حج بيت الله الحرام.. بالله عليك.. أفمن يفعل هذا أهدى أمن يمشي سوياـً على صراط مستقيم؟! لم تجب صاحبتي.. ولكن استفسرت…

– هل صحيح أن عند بعض الناس زيارة كربلاء أفضل من حج بيت الله الحرام؟!

– عندما ناقشت أحدهم.. قال.. نحن نحج.. والحج ركن من أركان الإسلام.. أجبته.. أنا لم أقل إنك لا تحج.. ولكن أسأل أيهما أعظم ثوابا عند الله.. الحج.. أم الزيارة؟

لم يجبني.. قال: لا أدري.. قلت له: إذن أنا أعلمك بما يقوله العلما، الذين تثق بكلامهم.. «الزيارة تعدل سبعين حجة».. هذا أقل ما قيل.. وإذا أردت المرجع.. ذكرته لك بالاسم ورقم المجلد والصفحة.. طبعا لم يجب صاحبي.. ولم يستجب.

[button link=”https://www.prof-alhadad.com/wp-content/uploads/2012/08/Pages-from-613.pdf” color=”red” newwindow=”yes”]تحميل[/button]