(بو حسين) صاحبي الأردني من موالد الكويت.. اضطر للمغادرة مع غزو العراق للكويت.. لم يقطع اتصاله معي، وكل مرة نتحدث فيها يدعوني لزيارته في عمان.. قررت قضاء يومين عنده في طريق عودتي من أحد المؤتمرات… أحب أن نذهب إلى الكهف الذي ورد ذكره في القرآن.. لأرى آثار أصحاب الكهف السبعة… وثامنهم كلبهم.

– هذه الأماكن – إن ثبتت – لا قيمة لها في عقيدة المؤمن من حيث التعـظيم والتقديس.. وهذا قول الله تعالى: {ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب} (الحج: 32) فالآية صريحة… في تخصيص التعـظيم لشعائر الله… وشعائر الله هي ما شرعه الله عز وجل… لتعظيم يوم عرفة… فالمكان لا قيمة له… قبل التاسع من ذي الحجة… ولا بعد التاسع من ذي الحجة… بل هو خير مكان وأشرف بقعة يكون المرء فيها يوم التاسع فقط… والغار الذي تعبد فيه الرسول [ قبل أن يوحى إليه… لا قيمة له مع أنه نزل فيه الوحي لأول مرة… وذلك أن لم يرد في آية أو حديث فضل لهذا المكان… مع أن هذه الأماكن ثابتة قطعاً… ومعلومة… فما بالك بأماكن مشكوك فيها أصلاً؟!

كنا في طريق صاعدة نحو منتصف الجبل… وصاحبي خلف المقود.

– ولكن نزورها للعبرة… وتعليم الأطفال القصة التي وردت في القرآن على أرض الواقع.

– وماذا عن الأمكان التي تحولت إلى مزارات يقصدها المسلمون من أقاصي الأرض للذبح عندها والتبرك بها؟!

– هذا لا ينبغي.

– هناك قاعدة جليلة في شريعة الله: «باب سد الذرائع»… وذلك أن المرء يمتنع عن عمل ما لا لذاته.. بل خشية أن يجر فيما بعد إلى معصية… فيغلق هذا الباب ابتداء… في أحد متاحف تركيا هناك «عصا موسى»… يزعمون… وسواء كانت حقاً عصا موسى أم لا.. فما قيمة الأمر… فالعبرة ليست بالعصا… بل الأمر من الله أن تنقلب ثعباناً… أو تشق البحر… وانتهى الأمر بذلك.

قاطعني:

– وماذا عن آثار قدمي إبراهيم -عليه السلام- عند مقام إبراهيم؟!

– مقام إبراهيم جاء ذكره في كتاب الله: {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى} (البقرة: 125) فالمقام ثابت… أي المكان الذي قام عليه إبراهيم -عليه السلام – وهو يبني الكعبة… وكان ملتصقاً بجوار الكعبة فأخر في عهد عمر بن الخطاب ليتمكن الناس من الصلاة عنده… أما آثار القدمين فسواء ثبتت أم لم تثبت فإننا لا نعظمها… ولا نتبارك بها، بل نصلي عند المقام… ولا نتمسح بما يحيط بالمقام… فتعظيم الأماكن والأشياء والأيام… عبادة… لا ينبغي لأحد أن يشرعها.. بل الله عز وجل يأمرنا بتعظيم رمضان… والعشر الأول من ذي الحجة… والبيت الحرام… والأشهر الحرم… وخاصة عاشوراء… لأن الرسول [ عظمه.. قبل مقتل الحسين بستين عاماً.

[button link=”https://www.prof-alhadad.com/wp-content/uploads/2012/08/Pages-from-602.pdf” color=”red” newwindow=”yes”]تحميل[/button]