بعد عيد الفطر وقبل بدء العام الدراسي قررت وصاحبي أن نقضي يومين في جبال لبنان، استأجرنا سيارة صغيرة.. أخذنا إرشادات الوصول إلى مبتغانا.. بين جبال غطتها خضرة في جميع الاتجاهات. – عندما نقرأ القرآن هل يخطر ببالنا أن الأوامر والنواهي والوعد والوعيد والبشارة التهديد موجهة لنا نحن مباشرة؟

– ماذا تعني؟!

أعني أن أحدنا يقرأ مثلا قول الله تعالى: }يأيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل{ )النساء: 29 ( أو قول الله تعالى: }يأيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمنّ والأذى{ )البقرة: 264 (، أو قوله سبحانه: }يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله{ )البقرة  278 (، هذه الآيات وغيرها تخاطبنا نحن مباشرة.. فهو أمر من الله لنا.. دون واسطة.. الله سبحانه وتعالى يأمرنا.. فهذا كلامه.. تكلم به عز وجل؛ فينبغي علينا أن

نستحضر هذه العقيدة حتى نتفاعل بصورة صحيحه مع آيات الله عز وجل ويكون لها تأثير علينا.

كنت خلف المقود – لأنني أكثر خبرة بتلك الأماكن – لم ندر مكيف المركبة بل أبقينا النوافذ مفتوحة نتمتع بالطقس الطبيعي. ربما هذا من الأمور التي يجب أن يذكر أحدنا بها نفسه كل مرة يقرأ القرآن؛ حتى لا يقع بالغفلة وهو يقرأ القرآن. نعم.. فآيات الله فيها المواعظ والعبر.. ومن تدبرها كانت له خير سبيل للهداية والثبات على الحق.. مثلاً آيات الوعد والوعيد والتهديد: }واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون{ )البقرة: 281 ( وقوله عز وجل: }فكيف إذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه ووفيت كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون{ )آل عمران: 25 (.. }إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب{ ) النساء: 17 (.. }من كان يريد ثواب الدنيا فعند الله ثواب الدنيا والآخرة{ )النساء: 134 (.. }والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم ) بما كانوا بآياتنا يظلمون{ )الأعراف: 9 والآيات القصيرة: }ويل لكل همزة لمزة{ فمن كان من هذا النوع.. فله هذا الوعيد.. }فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون{ فمن اتصف بهذه الصفة فالتهديد له.. والعذاب عليه.. وهكذا جميع آيات الله يجب أن تقرأها أنها كلام الله لنا نحن.. في الأمر والنهي والوعد بالجنة والثواب والوعيد من النار والعقاب.. فتخاف القلوب وترجو.. وتقشعر الجلود.. وتلين; فنكون بذلك تدبرنا.

[button link=”https://www.prof-alhadad.com/wp-content/uploads/2012/08/Pages-from-599.pdf” color=”red” newwindow=”yes”]تحميل[/button]