أثناء تجولنا في المعالم السياحية لمدينة استانبول أو (اسطنبول) كان (أيا صوفيا) المسجد الذي كان كنيسة ثم تحول إلى متحف أحد المعالم التي لابد أن يزورها كل سائح.. وبعد انتهاء الرحلة وفي الباص السياحي..

– هل أقيمت الحجة على كل هؤلاء السياح.. عندما يقفون بين يدي الله عز وجل يوم القيامة؟!

– إن قرار إقامة الحجة من عدمها يعلمه الله عز وجل.. ولا يعذب الله أحدا لم تقيم عليه الحجة، ولكن أعلم يقينا أن الله أرسل الرسل {لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل} (النساء: 165)، واعلم يقينا أننا أمة الإسلام أقام الله الحجة علينا بأبلغ صورة.

– هلا شرحت لي ما تعني..

وضعنا سماعات الشرح السياحي جانبا.. تابعنا نقاشنا..

– أقام الله علينا الحجة ببعثه الرسول محمد[ منا.. بل جعلها الله منة علينا {لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين} (آل عمران: 164)، وأقام الله علينا الحجة بأن جعل معجزة نبينا باقية بيننا إلى يوم القيامة، فالتحدي مستمر بأن يأت أحد من الإنس أو الجن مجتمعين بمثل هذا القرآن.. {قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا} (الإسراء: 88)، وأكمل هذه المنة بأن تكفل بحفظ هذا القرآن.. {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} (الحجر: 9).

حقا إنها لحجة عظيمة علينا، فلا عذر لعربي ولد في بلاد الإسلام يقرأ القرآن ويتكلم لغة القرآن ثم لا يؤمن بالله ويلتزم شرائع الدين وهدي الرسول[.

توقف الباص السياحي عند مسجد آخر وما أكثر المساجد في هذا البلد، وجميل أنك تسمع الأذان في كل مكان تقريبا.. تابع السير..

وحجة أخرى زقامها الله علينا بأن بين لنا كل ما نحتاج لننجي أنفسنا يوم القيامة، وجعل القرآن {تبينا لكل شيء} (النحل: 89)، مما نحتاج إليه.. وأتت السنة فما تركت شيئا إلا وفصلت فيه ما يحتاج إليه المسلم، وجعل الله الشريعة سهلة ميسرة يستطيعها كل إنسان.. فلم يكلف الله هذه الأمة ما لا تطيق ولن يحاسبها على ما شرع إن لم تطيقه {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها} فمن لا يستطيع الوضوء يتيمم ولن يحاسب على الوضوء، ومن لم يستطيع القيام صلى قاعدا ولن يحاسب على القيام، ومن لم يستطع الصوم أطعم ولن يحاسب على الإفطار، ومن ارتكب ذنبا تاب.. ولن يحاسب على الذنب.. فلا حجة لأحد منا بين يدي الله..

بعد انتهاء رحلتنا السياحية.. علق صاحبي..

– هل تعلم أن هذا البلد الجميل بمآذنه ومساجده وتاريخه وطيب هوائه وطعامه.. ما ينقصه؟!

– كلا..

– ينقصه حسن تعامل أهله مع السياح، ولاسيما العرب أظنهم لا زالوا ينظرون للعرب نظرة الخيانة من زمن العثمانيين والشريف حسين.

– لم يخطر على بالي هذه الفكرة، ولكني أوافقك الرأي أنهم ينقصهم الكثير من حسن التعامل واللطف في الكلام والابتسام والسلام.. فلا أظن أنني سأزورهم مرة ثانية.

[button link=”https://www.prof-alhadad.com/wp-content/uploads/2012/08/Pages-from-596.pdf” color=”red” newwindow=”yes”]تحميل[/button]