{إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة، إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين} (القصص: 76).

– لابد أن يكون هذا الفرح محرما حتى لا يحبه الله..

– نعم {لا تفرح}.. لا تأشر.. من الأشر والبطر.. وذلك أنه بغى على بني إسرائيل (قومه).. وقيل إنه كان من أقرباء موسى ولكن فرعون ولاه.. وقربه فجمع المال وبغى على قومه..

– وهناك آية أخرى في ذم هذا النوع من الفرح.. أتعرفها؟!

– تعني قول الله تعالى: {فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون} (غافر: 13).

وقول الله تعالى: {لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم} (آل عمران: 188)، وقول الله تعالى: {والذين آتيناهم الكتاب يفرحون بما أنزل إليك ومن الأحزاب من ينكر بعضه قل إنما أمرت أن أعبد الله ولا أشرك به إليه أدعو وإليه مآب} (الرعد: 36).

وقول الله تعالى: {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون} (يونس: 58).

– عنيت الآيات من سورة آل عمران.

كنت وصاحبي نقلب المصحف الميسر (المدينة).. الذي صنفه نخبة من العلماء وأوردوا تفسير القرآن بطريقة سهلة لعامة الناس..

– معظم الآيات فيها ذم (الفرح).

– إذا كان الفرح لأجل الدنيا.. فهو مذموم.. ومعظم الآيات التي وردت فيها هذه الكلمة أتت بمعنى (البغي).. و(الأشر).. و(البطر).. ففي آية آل عمران.. هؤلاء الخاسرون يفرحون بأنهم نبذوا الكتاب واشتروا به ثمنا قليلا.. وهكذا حال.. من يفرح (يسر قلبه) بالوقوع في المعصية ومخالفة أوامر الله.. هذا دليل الطبع على القلب فلا ينكر منكرا.. بل يفرح بالمنكر.. ولذلك يتوعدهم الله بأشد العذاب.

– وماذا عن الآية من سورة الرعد؟!

– هذه نزلت في أهل الكتاب الذين آمنوا بالرسول [.. كعبدالله بن سلام وكعب الأحبار، وقيل هم ثمانون من النصارى، أربعون بنجران واثنان وثلاثون بأرض الحبشة، وثمانية من أهل اليمن.. فهؤلاء فرحوا بما أنزل على الرسول [؛ لأنه موافق لما كانوا يؤمنون به.. فأسلموا.. وأما الأحزاب الآخرون – من أقوامهم – فقد أنكروا هذا الأمر كما هو معروف في قصة عبدالله بن سلام.. وأذن الله للمؤمنين أن يفرحوا بما تفضل الله عليهم من الهداية والتوفيق للحق.. بل أتى الفعل بصيغة الأمر {فليفرحوا}.. من سورة يونس.. ولا شك أن المؤمن يسر بنعم الله.. ويفرح ولكن يشكر الله ويؤتي حق النعمة ولا يبطر ولا يطغى.. كما هو حال معظم الناس.. {كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى} (العلق: 6 – 7).

[button link=”https://www.prof-alhadad.com/wp-content/uploads/2012/08/Pages-from-595.pdf” color=”red” newwindow=”yes”]تحميل[/button]