– قرأت حديثا سبب لي إشكالاً.

– أولا تثبّت من صحة الحديث، فإذا ثبت نبحث عن معناه.

– هو ثابت لأني قرأته في «السلسلة الصحيحة» للشيخ الألباني.

قاطعته:

– تعلم أن الشيخ رحمه الله تراجع عن موقفه من بعض الأحاديث، فنقل بعضها من الصحيح إلى الضعيف وبالعكس… ولكن في قلة من الأحاديث.

– نعم أعلم ذلك، ولكن هذا الحديث ثابت.. وهو عن ابن مسعود عن رسول الله [ قال: «كان الكتاب الأول ينزل من باب واحد على حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف: زجر وأمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال.. فأحلوا حلاله، وحرموا حرامه، وافعلوا ما أمرتم به، وانتهوا عما نهيتم عنه، واعتبروا بأمثاله، واعملوا بمحكمه، وآمنوا بمتشابهه وقولوا: {آمنا به كل من عند ربنا}» الحاكم – ابن حبان.

– حديث جميل.

– وهناك حديث آخر في الباب ذاته.. وأيضا صحيح.. قال رسول الله [: «أتاني جبريل وميكائيل، فجلس جبريل عن يميني وجلس ميكائيل عن يساري فقال جبريل: اقرأ على حرف، فقال ميكائيل: استزده، فقال: اقرأ القرآن على حرفين، قال: استزده.. حتى بلغ سبعة أحرف، قال: وكل كاف شاف» السلسلة الصحيحة.

– أيضا حديث جميل، تعال نبحث عن حديث آخر في الأحرف التي نزل بها القرآن.

أحضر صاحبي حاسوبه المحمول.. فتح المكتبة الشاملة.. بحث عن «سبعة أحرف» في كتب الألباني – رحمه الله – وجدنا الحديثين وحديثا آخر.. عن أبي بن كعب، قال: «ما حك في نفسي شيء منذ أسلمت إلا أني قرأت آية وقرأها آخر غير قراءتي، فقلت: أقرأنيها رسول الله [، وقال صاحبي: أقرأنيها رسول الله [، فأتينا رسول الله [، فقلت: يا رسول الله أقرأتني آية كذا؟ قال: نعم, وقال صاحبي: أقرأتنيها كذا؟ قال نعم.. أتاني جبريل.. ثم ذكر الحديث السابق.. وزاد في آخره: إن قلت: «غفوراً رحيماً» أو قلت: «سميعا عليما» أو قلت: «عليماً سميعاً».. الله كذلك ما لم تختم آية عذاب برحمة أو آية رحمة بعذاب» (حسنه الألباني).

– هذه الأحاديث تبين كيف كان التنوع في قراءة القرآن في البداية.. ثم لما انتشر المسلمون في كافة أرجاء المعمورة من بلاد الصين شرقا إلى أقصى المغرب غربا، واختلف الناس في القراءات وخشي عثمان ] وقوع فتنة بين الناس على القرآن، أمر بكتابة مصحف واحد.. هو (المصحف الإمام)، واستنسخ منه نسخا بعثها إلى الأمصار وأحرق غيره من المصاحف، فأصبح القرآن حرفا واحدا.. لا تجد فيه أي اختلاف في ترتيب الكلمات أو الأحرف.. كما كان في المصاحف قبله.. فصار القرآن حرفا واحدا بإجماع الصحابة.. وانتهت الاختلافات في الرسم القرآني.

– ماذا عن القراءات العشر؟!

– هذه ظهرت بعد ذلك.. وهي قراءات للحرف الواحد ذاته من المصحف الواحد والرسم الواحد.. ولكن بعضهم يقرأ بالمد وبعضهم بالقصر وبعضهم بالإمالة.. كأن تقول: {مالك يوم الدين} أو {مَلِك يوم الدين}.. فهي قراءات لحرف واحد من القراءات بطرق مختلفة كقراءة حفص عن عاصم، ونافع والدوري وغيرهم من كبار القراء.. فلا يوجد اليوم إلا حرف واحد للقرآن؛ لانتهاء الحاجة إلى السبعة أحرف منذ عهد عثمان ].

[button link=”https://www.prof-alhadad.com/wp-content/uploads/2012/08/Pages-from-600.pdf” color=”red” newwindow=”yes”]تحميل[/button]