اضطررت أن أقضي أسبوعين في لندن مرافقا لمريض.. بينما كنت أتزود بمأكولات خفيفة وعصائر في الدكان الصغير القريب من شقتنا.. صادفت «محمد»… وكيف قد تعرفت عليه قبل يومين في «الهايدبارك» أنه من أسرة تنتهي إلى الرسول [, وكان عند حاجز المحاسبة.. لاحظت في سلة أغراضه زجاجتي خمر!!! عرف أني رأيتهما.. ابتسم.. وهز رأسه.. قائلا: نعم.

انتظرني حتى انتهيت من المحاسبة لنتمشى جميعا إلى سكننا حيث أنه يقطن في شقة بالدور الذي يعلونا.

– بدون مقدمات.. نعم أنا أشرب الخمر.. ولكني لا أشرب إلا كأسا واحدة كل يوم.. (باستثناء المناسبات)… ولولا هذا المشروب لما حافظت عى هدوئي.. فأنا عصبي جدا.. لم أعلق.. تابع حديثه:

– نحن سادة أشراف.. والناس يعرفون ذلك.. ويعتقدون بمانتنا ويحترمون نسبنا للنبي [ ولكن بصراحة لا أصلي، والجمعة أؤديها أحيانا.. مثلا آخر جمعة حضرتها.. كانت في الكويت منذ أكثر من شهرين…

ورمضان؟!

– كنت أظن أنك ستسألني.. أنا أقضي رمضان كله في لندن في شقتي هذه.. فلا أصوم ولا أصلي.. لأنني مسافر.

– ولكن بصراحة…

قاطعني:

– لا تستغرب ولا تتعجب.. يكفينا شرفا انتسابنا للنبي [.. دعني أحكي لك شيئا ربما ستتقزز منه.. ولكن أنا صريح.. وأحب أن يعرفني الناس كما أنا… ذات مرة – في الكويت – أتاني أحد معارفي وأخبرني أن عائلة شامية يبحثون عن «سيد» ليرقي ابنتهم.. ذهبت إلى منزل العائلة.. وكان الأب والأم والبنت في الصالة.. سلمت عليهم.. بعد أن استمعت إلى مشكلتهم وضعت يدي على رأس الأب.. ثم الأم.. تمتمت بأي شيء وهم يحسبون أني أقرأ قرآنا.. ثم عندما جاء دور البنت طلبت منها الدخول إلى الغرفة.. لأن مشكلتها مع السحر صعبة.. وبالفعل دخلت معها.. وبدأت بلمسها.. وانتهيت بمواقعتها.

أيقنت أن هذا الرجل ليس بكامل قواه العقلية.. وبالفعل تبين بعد ذلك أنه كان «نصف سكران».. حتى يحدثني عن أفعاله هذه.. حدثني بعض من كان هناك لفترات طويلة.. أن هذا «السيد» مدمن خمر.. ويتفاخر أنه «سيد».. ويرى نفسه خيرا من الآخرين فيتعامل معهم بكبرياء وأنفة… رغم أنه قليل الخروج من شقته.. وربما قضى الأيام ذوات العدد لا يخرج إلا ليتزود بالخمر ثم يرجع.. ويزعم أنه من آل النبي [.