{والله لا يحب كل كفار أثيم} (البقرة: 276).

{قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين} (آل عمران: 32).

سألني:

– وهل بعد الكفر ذنب؟

– ماذا تعني؟!

أعني أن الآية من سورة البقرة وصفت الكافر بالإثم.. {كفار أثيم}.. والآية الأخرى ذكرت (الكافرين).. وتعلم المثل الذي يقول: «ليس بعد الكفر ذنب».

– نعم هناك فرق بين (الكافر الأثيم) و(الكافر).. (الكفر) يخلد صاحبه في نار جهنم.. ولا يخرج منها مطلقا.. ولكن جهنم دركات.. منازل بعضها تحت بعض.. وأنواع العذاب تشتد كلما نزلت الدركة.. فالمخلدون في النار عذابهم يتفاوت حسب ما ارتكبوا بعد الكفر من آثام.. في سورة النحل يقول الله عز وجل.. {الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون} (88). فالكافر الذي يعمل الخير والكافر الذي يكف شره عن الناس ولا يؤذي المسلمين، ليس كالكافر الذي يحارب المسلمين ويصد الناس عن الحق والهداية.. وبالطبع هذا الأخير يبغضه الله أشد من الأول.

وافقني صاحبي:

– كنت أعلم ما تقول ولكن لم أكن استطيع أن أصفه بكلمات كما فعلت أنت..

– واسمع قول الله تعالى.. {ثم لننزعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عتيا} (مريم: 69)، يقول في (أضواء البيان): «لنستخرجن ولنميزن من كل طائفة من طوائف الغي والفساد أعصاهم فأعصاهم، وأعتاهم فأعتاهم، فيبدأ بتعذيبه وإدخاله النار على حسب مراتبهم في الكفر والإضلال والضلال»… وهناك عذاب على الكفر وآخر على الصد عن سبيل الله.

كنت وصاحبي نتمشى بعد صلاة التراويح وبعد أن تناولنا شيئا من المرطبات:

– وهل يشعر الكافر أن هناك فرقا بين عذاب وعذاب؟!

– في الحديث.. «إن أهون أهل النار عذابا من له نعلان وشراكان من نار يغلي منهما دماغه كما يغلي المرجل.. ما يرى أن أحدا أشد منه عذابا وإنه لأهونهم عذابا» البخاري ومسلم.. فهذا الرجل أخف أهل النار عذابا.. ولكنه يشعر بأنه أشدهم عذابا؛ لأنه لم يذق الأشد.

قاطعني:

– ومن الأشد عذابا والعياذ بالله؟

– الذين في الدرك الأسفل من النار.. المنافقون نفاقا اعتقاديا وعتاة الكفار.

– وماذا عن الموحدين الذين يدخلون النار لفترة ثم يخرجون؟

– هؤلاء ينالون جزاءهم على قدر سيئاتهم.. ولكن كل أحد يدخل النار.. ولو بغمسة واحدة.. يرى أنه أشد الناس عذابا.. وذلك أن عذاب الله (أليم).. و(شديد).. وإن كان مجرد غمسة والعياذ بالله.

[button link=”https://www.prof-alhadad.com/wp-content/uploads/2012/08/Pages-from-591.pdf” color=”red” newwindow=”yes”]تحميل[/button]