{والقرآن المجيد} (ق:1) {والقرآن ذي الذكر} (ص:1).

– أقسم الله بالقرآن.. المجيد.. أي ذي المجد.. وفي الثانية.. أقسم بسورة «ص».. وبالقرآن.. {ذي الذكر}.. الشرف والشهرة.

– وهل يجوز لنا أن نقسم نحن بالقرآن؟

– القرآن.. كلام الله.. وكلام الله صفة من صفات الله – عز وجل – .. والقاعدة أنه يجوز القسم بالله وأسمائه وصفاته.

– وما الذي أقسم عليه الله – عز وجل – في الآيتين؟

– على أمور.. قالوا.. {إن ذلك لحق تخاصم أهل النار}.. وفي «ق».. {قد علمنا ما تنقص الأرض منهم} وقالوا.. أقسم على تقدير «إنا أنزلناه لتنذر به الناس».. أو «لتبعثن».. وكلها أمور عظيمة.. سواء بعثة النبي[ .. أم البعث بعد الموت أو ذكر أحوال أهل النار.

– وكيف يكون معنى الآية.. {بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم}؟

– الحديث للرسول[ .. أي يا محمد لم يكذبوك أن لم يعلموا صدقك، ولكن كذبوك تعجباً من أن جاءهم منذر ينذرهم، بشر منهم.. ولم يأتهم ملك من السماء.

كنا مجتمعين في لقائنا نصف الشهري.. والأسئلة تتوالى من الأخوات اللواتي لا أكاد أجتمع بهن إلا ويبادرنني بالأسئلة وكأنني «مفتي الديار».

– أحدنا عندما يتدبر هذه الآيات.. يقول.. كما قال ذلك الأعرابي.. «من الذي أغضب الجليل حتى حلف؟!».. عند قول الله – عز وجل – {فورب السماء والأرض إنه لحق مثلما أنكم تنطقون} (الذاريات: 23) فإن الله – عز وجل – لا يحتاج أن يقسم.. ولكنه سبحانه يبين لنا عظم هذه الأمور التي يقسم بها.. حتى نتعظ.. ونتدبر.. ونأخذ الأمر بجد.. وإلا فكلامه سبحانه كله حق.. لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.. وإذا أقسم الحق.. على حق.. فلا شك أن الأمر عظيم.. والإنذار شديد.

– سورة «ق».. كلما سمعتها.. اقشعر بدني.. واغرورقت عيناي؟!

– إنها سورة عظيمة.. كان الرسول[ يكثر من قراءتها على المنبر حتى إن ابنة حارثة بن النعمان.. «ما حفظت (ق) إلا من في رسول الله[ يخطب بها كل جمعة.. (مسلم – أبو داود – النسائي).

– وهل يجوز أن يقرأ الخطيب سورة على المنبر يوم الجمعة؟!

كانت السائلة ابنه أختي التي تنقبت ولم تبلغ السادسة عشرة.

– نعم.. يحمد الله ويثني عليه ويصلي على رسول الله[ .. ويقرأ سورة.. وتنتهي الخطبة.. ولكن كما قالت «أم حمد»: «ق».. ينبغي أن نتدبرها.. ففيها من وصف الآخرة ما يجعل المرء يحاسب نفسه.. ويزهد في الدنيا.. ويستعد للقاء الله – عز وجل -: {ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد}.