{فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون} (الحجر: 91-92).

– أعظم القسم أن يقسم الله عز وجل بذاته الكريمة.. ولا يكون ذلك إلا على أمر عظيم.. والسؤال هنا ليس للاستفسار والاستعلام؛ بل للتوبيخ والحساب ثم الجزاء.

– هذا السؤال للكفار.. أليس كذلك؟

– لو قرأت الآية قبلها.. {الذين جعلوا القرآن عضين}.. أي أجزاء وأصنافاً، آمنوا ببعضه وأعرضوا عن بعض.. وكفروا ببعضهم الآخر.. وجاء في تفسير ابن أبي حاتم.. أن جميع العباد يُسألون عن خلتين: عما كانوا يعبدون، وعما أجابوا به المرسلين.. والسؤال ليس «ماذا فعلت؟»، ولكن «لِمَ فعلت؟».

– قرأت أن «عضين».. من معاني السحر.. هل هذا صحيح؟

– نعم.. عن عكرمة: «العضة»: السحر بلسان قريش.. ولكن «التجزئة» أغلب في الاستعمال.

صاحبي من «أهل الفجر» لا تفوته صلاة الفجر في المسجد.. لا حرصا على الصلاة ولكن لسهولة الفجر عليه؛ حيث إنه متقاعد يتحكم في ساعات نومه كما يشاء.. وربما فاتته صلاة الظهر في المسجد معظم الأيام!!!

تابعت الحديث:

– ويمكن أن يكون السؤال للجميع.. كل على حسب عمله.. ولا يُعفىَ من السؤال أحد.. أما المؤمن فسؤاله مجرد عرض.. {فسوف يحاسب حسابا يسيرا}؛ «فمن نوقش الحساب فقد عذب»، فيسأل صاحب الأمانة عن أمانته.. فضلا عن الأسئلة العامة.. الصحة – المال – العلم – الوقت.

وعن عكرمة عن ابن عباس.. أن يوم القيامة يوم طويل وفيه مواقف.. يسألون في بعض المواقف ولا يسألون في بعضها.. {هذا يوم لا ينطقون}.. (المرسلات: 35).. {ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون} (الزمر: 31).

– يعني كما في الحديث… «ما من عبد إلا ويقف بين يدي الله عز وجل لا حاجب ولا ترجمان»… نسأل الله السلامة في هذا الموقف.

– نعم.. هو كذلك.. وهو دون شك أمر عظيم.. أقسم الله عز وجل – ولا حاجة أن يقسم – ولكن تعظيما وتأكيدا.. على أنه سيسأل الجميع.. سبحانه وتعالى… فالأمر ييسره الله على المؤمن، ويكون أشد ما يكون على الكافر… وهذا هو غاية الأمر الذي يجب أن يستعد له المؤمن.. (السؤال بين يدي الله عز وجل)… فإذا وضع أحدنا هذه القضية الكبري نصب عينيه ولم يغفل عنها فإنه دون شك سيكون على خير… وإذا غفل عنها ووقع فيما لا يرضي الله عز وجل ثم تذكر… فليرجع فيستغفر ويتوب استعدادا لهذا الموقف الذي لا شك أنه حاصل… وأنه آت لا محالة.. للجميع.. نسأل الله العفو والعافية.