تعرفت عليه منذ سنة تقريباً.. وذلك أني كنت أراه نهاية كل أسبوع في منتزه الشاليهات «يتريض» مشياً… فنسلم على بعضنا.. ونتابع.. ثم دعوته بعد أن سألت عنه.. وهكذا أصبحنا ينتظر كل منا صاحبه لممارسة رياضة المشي نهاية كل أسبوع.

– أتعلم أمتع شيء في رياضة المشي؟!

– ماذا؟

– أنك تمارس رياضة جسدية وروحية في آن واحد.

– وكيف ذاك؟

– وأنا أمشي لا يتوقف لساني عن ذكر اللّه:سبحان اللّه، والحمدللّه، ولا إله إلا اللّه، واللّه أكبر… أستغفر اللّه.. أستغفر اللّه.. سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم.. وهكذا.. أذكار سهلة… ورياضة ممتعة.

– هذا أنت وأمثالك.. وهناك آخرون لا يستطيعون المشي إلا وقد نصبوا السماعات (الهيدفون) على رؤوسهم وآذانهم.. وأخذ (الآي بود).. ينتقل بين ما يحبون من أغاني وأنغام.

– نسأل اللّه لهم العافية.. واللّه إنهم لا يعلمون ما يفوّتون.

– لا شك أن ذكر اللّّه – عز وجل – من أعظم العبادات.. وكلما قرأت في فضل هذه العبادة أحببتها أكثر.. فهي خير من النفقة والجهاد.. ومن أحب الأمور إلى قلبي في هذه العبادة حديث قدسي: «من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي…» صحيح الجامع.. فأنت تنال شرف أن يذكرك اللّه – عز وجل – في نفسه.. كلما ذكرته.

توقفنا.. ليشد أربطة حذائه

– أما أنا فقد أعجبني حديث سمعته قبل أيام في المذياع: عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله[: «إذا قال العبد: لا إله إلا اللّه واللّه أكبر، قال اللّه: صدق عبدي، لا إله إلا أنا وأنا أكبر فإذا قال: لا إله إلا اللّه وحده، قال: صدق عبدي، لا إله إلا أنا وحدي، فإذا قال: لا إله إلا اللّه لا شريك له، قال: صدق عبدي، لا إله إلا أنا ولا شريك لي، فإذا قال: لا إله إلا اللّه له الملك وله الحمد، قال: صدق عبدي، لا إله إلا أنا لي الملك ولي الحمد، فإذا قال: لا حول ولا قوة إلا باللّه، قال: صدق عبدي، لا إله إلا أنا ولا حول ولا قوة إلا بي.. من رُزِقَهن عند موته لم تمسه النار». 

أعجبني حفظه للحديث كاملاً:

– ما شاء الله! حفظت الحديث كما لو كنت تقرأ آية من القرآن.

– من شدة إعجابي به.. بحثت عنه.. وتأكدت من صحته.. وحفظته.

– زادك اللّه حرصاً… حقاً إنه حديث عظيم.. أن تقول قولاً ويصدقك اللّه عليه.

– هذا الحديث في صحيح الجامع وابن ماجه ومسند ابن حنبل والنسائي.. منذ أن سمعته وأنا لا أكاد أتوقف عن هذه الكلمات التي وردت في الحديث، وأسأل اللّه أن يرزقني إياها عند الموت.

– اللهم آمين.