كثير من الناس يبرر ضلال آخرين بأن «الشيطان خدعة.. وباللهجة المحلية في الكويت «الشيطان قص عليه».. ولو تتبعنا الآيات والأحاديث التي تبين الحق في كيد الشيطان.. لوجدنا: {إن كيد الشيطان كان ضعيفاً} (النساء: 76) {يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غروراً} (النساء: 120).

وفي الحديث: «الحمد لله الذي رد أمره إلى الوسوسة» حسن (الألباني).

– هل تعني أن الاعتذار بإضلال الشيطان ابن آدم غير صحيح؟

– بل أعني أن دور الشيطان التزيين: {وزين لهم الشيطان أعمالهم} (النمل: 24) {وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم} (الأنفال: 48)، والوسوسة: {فوسوس لهما الشيطان} (الأعراف: 20)، الإلهاء والإنساء: {وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره} (الكهف: 63) والوعد الكاذب: {يعدهم ويمنيهم} (النساء: 120) فلا يترك الشيطان سبيلاً إلى قلب ابن آدم إلا سلكه.. من باب الشهوات.. أو الشبهات.. ويوهمه أنه على حق.. وإن كان مرتكباً لأكبر المعاصي وأشد الذنوب.. ليصده عن التوبة والاستغفار.. يغرية تارة ويجعله يغضب ويثور تارة.. ويجعله يقنط تارة.. وهكذا لا يتركه حتى ينال أقصى ما يستطيع مع أن الحل سهل.. الاستعاذة بالله والاستعانة به سبحانه وتعالى.

– هل لي بمزيد توضيح؟

– اسمع هذا الحديث: رأى رسول الله [ رجلاً قد بلغ منه الغضب مبلغاً.. فقال [ «إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد لو قال: «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم».. وبالتجربة.. إذا استرسلت بك الهموم والوساوس والظنون الكاذبة.. قل: «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم».. وكررها.. يذهب عنك كل ما تجد.

كنت وصاحبي في حوار عند باب المسجد بعد انقضاء صلاة العشاء:

– وماذا عن وسوسة الشيطان.. كيف تتعاظم وكيف تخنس؟

– من استجاب للوسواس تعاظم.. ومن استعاذ بالله من الوسواس خنس؛ فإن غاية ما يستطيع الشيطان عمله هو الوسوسة.. كما في الحديث الذي ذكرته آنفا.. ولذلك يلخص الشيطان ما كان يفعله مع بني آدم في الدنيا برده عليهم: {إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتمون من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم} (إبراهيم: 22) .. فالشيطان يدعو إلى الشرك والكفر والنفاق والمعاصي والرذيلة.. وهذه الدعوة مزخرفة مزينة.. بالشبهات والشهوات.. والإنسان يلبي الدعوة أو يرفضها.. وحجج الشيطان تكون منطقية فكرية اجتماعية شهوانية.. ولكنها جميعاً.. حجج واهية لا تقوم مع الأدلة القوية والحجة الواضحة من القرآن والسنة.. ولكن من أراد أن يتبع الشيطان يتبنى أطروحاته وحججه.. ويدافع عنها.. وسوف يخذله الشيطان عند لحظات الموت: {وكان الشيطان للإنسان خذولاً} (الفرقان: 29).