– اللعن هو الإبعاد والطرد من الخير، و(لعنة الله)، هي طرد الله من يستحق الطرد من رحمته، وهذه لا يملكها إلا الله -عز وجل-؛ ولذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم  عن لعن شخص معين، إلا إذا كان ممن لعنه الله، ومعظم ما ورد في كتاب الله، لعنة الله على فئات من الخلق، عملوا أعمالا استحقوا بسببها لعنة الله تعالى، استمع إلى هذه الآيات: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} (البقرة:159). {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} (البقرة:161). {وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} (الأعراف:44). {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} (هود:18).

{وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (59) وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا إِنَّ عَادًا كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِّعَادٍ قَوْمِ هُودٍ} (هود:59-60).

{يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ (98) وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ} (هود:98-99).

     {وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (59) وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا إِنَّ عَادًا كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِّعَادٍ قَوْمِ هُودٍ} (هود:59-60). {يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ (98) وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ} (هود:98-99). {قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (77) وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ} (ص:77-78). وفي الأحاديث الصحيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم من ظلم أهل المدينة وأخافهم فأخفه، وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل» (صحيح).

«من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين» (صحيح بشواهده)، وروي عن أنس مرفوعا به وزاد: لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا قال: والعدل الفرائض والصرف التطوع.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لعن الله الراشي والمرتشي». قال صلى الله عليه وسلم: «لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» (متفق عليه).

ومن حديث جابر قال: مر حمار برسول الله صلى الله عليه وسلم قد كوي في وجهه يفور منخراه من دم؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لعن الله من فعل هذا، ثم نهى عن الكي في الوجه والضرب في الوجه» أخرجه مسلم.

     وقال صلى الله عليه وسلم: «لعن الله من ذبح لغير الله، لعن الله من غير تخوم الأرض، لعن الله من كمه الأعمى عن السبيل، لعن الله من سب «وفي رواية: عق» والديه، لعن الله من تولى غير مواليه،لعن الله من وقع على بهيمة، لعن الله من عَمِل عَمَل قوم لوط، «لعن الله من عمل عمل قوم لوط، لعن الله من عمل عمل قوم لوط». وعن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أربعة يصبحون في غضب الله ويمسون في سخط الله، أو يمسون في غضبه ويصبحون في سخطه» -شك المحدث- قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: «المتشبهون من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال، والذي يأتي البهيمة، والذي يأتي الرجل».

عن عبدالله بن عمرو، قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما يبعدني من غضب الله؟ قال: «لا تغضب».

وعن سعيد بن المسيب عن عائشة قالت: لدغ النبي صلى الله عليه وسلم عقرب وهو يصلي فقال: «لعن الله العقرب لا تدع مصليا ولا غيره، فاقتلوها في الحل والحرم» (رواه ابن ماجة).

قاطعني:

– هذه أول مرة أسمع لعن العقرب ولعن من يتوه الأعمى.

– هذه أعمال تجلب لفاعلها لعنة الله، ينبغي أن يتجنب العبد الوقوع فيها، ومن فعلها ينبغي أن يتوب منها، ومن أقبح ما يصدر عن بعض الناس أن يلعن بعضهم مركبته أو اليوم الذي تزوج فيه أو ابنه، أو رجلا مسلما؛ ففي الحديث، عن ابن عباس: أن رجلا نازعته الريح رداءه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلعنها، فقال: صلى الله عليه وسلم «لا تلعن الريح فإنها مأمورة، وإنه من لعن شيئا ليس له بأهل رجعت اللعنة عليه» السلسلة الصحيحة.