قرأ إمامنا أواخر سورة الصافات.. وختمها: {سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين}.

رافقني (بوبدر) بعد الصلاة:

– (رب العزة).. من أسماء الله عز وجل؟

– بل من صفاته سبحانه أنه: (رب العزة).. و(العزيز) من أسمائه، و(العزة) جاءت في كتاب الله والسنة الصحيحة على ثلاثة معانٍ:

الأول: بمعنى الامتناع والغنى وعدم الحاجة.. الامتناع عمن يغالب، والغنى عن الخلق.

والثاني: القهر والغلبة.

والثالث: القوة.

وهذه كلها حق لله عز وجل كما يليق به سبحانه وتعالى

– وهل جاء هذا الوصف لله عز وجل في غير هذا الموضع من القرآن؟

– أما: (رب العزة) فلم يرد إلا في سورة الصافات، ونسبة (العزة) لله عز وجل جاءت في سورة النساء: {فإن العزة لله جميعا} (139)، وكذلك في سورة يونس: {إن العزة لله جميعا} (65)، وفي سورة فاطر: {من كان يريد العزة فلله العزة جميعا} (10)، وفي سورة: (المنافقون): {ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين} (8)، فالعزة بمعانيها الكاملة تنسب لله عز وجل، فهو (رب العزة) أي ذو العزة، ويعطي العزة، ولا يملك العزة سواه، ويعطيها من يستحقها ويسلبها ممن لا يستحقها.

– وفي سنة النبي [.. هل جاء هذا الوصف؟

– نعم.. جاء لفظ: (رب العزة)، في الحديث المتفق عليه.. قال [: «لا تزال جهنم يلقى فيها وهي تقول: هل من مزيد؟ حتى يضع رب العزة فيها رجله – وفي رواية: قدمه – فينزوي بعضها إلى بعض؛ فتقول: قَطْ.. قَطْ».

كانت ردة فعل صاحبي تلقائية:

– اللهم الطف بنا!

– لا شك أنه مشهد عظيم ذكره الله في سورة (ق): {يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد} (30)، هذه النار العظيمة سميت جهنم؛ لبعد قعرها.. في أحد الأقوال، ولا تزال تطلب بالمزيد ممن يستحق دخولها، وتسعهم.

قاطعني:

– وهل تتكلم جهنم؟

– نعم، هكذا قال الله تعالى، فهي تقول: {هل من مزيد}، وفي الحديث: «تحاجت الجنة والنار، فقالت النار: أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين، وقالت الجنة: ما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم؟ قال الله تعالى للجنة: أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي، وقال للنار إنما أنت عذاب أعذب بك من أشاء من عبادي.. ولكل واحدة منكما ملؤها»، فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع (رب العزة) رجله فيها فتقول: قَطْ.. قَطْ, فهنالك تمتلئ وينزوي بعضها إلى بعض ولا يظلم الله عز وجل من خلقه أحدا، وأما الجنة فإن الله ينشئ لها خلقا.. حتى تمتلئ.