كنت وصاحبي في جولة مسائية بالمركبة ليلة السابع من محرم.

– كلما تفكرت فيما يفعله بعض الناس في هذه الليالي.. شكرت الله عز وجل وعرفت نعمته عليّ وازددت إيمانا بمنهج السلف وآل البيت وازداد حبي لهما جميعا.

– هل لك أن تبين هذا الإجمال.. وقبل الإجابة أخبرني هل تريد أن نسلك طرقا داخلية أخرى أم نخرج إلى الطريق السريع؟

– أنت خلف المقود ولك أن تفعل ما تشاء.. أما البيان.. ففي كل شيء دليل على اتفاق منهج السلف وآل البيت.. عندما وصف الله هذه الأمة بالخيرية.. {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله} (آل عمران: 110)، كيف تكون خير أمة إذا كان آخرها يلعن أولها؟ وتاليها يكفر سابقها؟.. كيف تكون خير أمة.. ثم ترتد بمجرد وفاة رسولها [، ثم انظر إلى منهج السلف  وأعمالهم ابتداء من الصحابة.. أبوهريرة الذي يرفض أحاديثه بعض الناس  كان إذا لقي الحسن  وهو غلام بالنسبة لأبي هريرة  كان يقول، له «يا سيدي».. وذلك أن رسول الله [ كان على المنبر والحسن بن علي إلى جنبه وهو يقبل على الناس مرة وعليه أخرى ويقول: «إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين» البخاري.. هكذا كانت خير أمة.

توقف السير لشدة الزحام عند مدخل أحد الشوارع الجانبية.. تابعت حديثي:

– ثم تفكر في منهج السلف وآل البيت.. يتمسكون بما ثبت عن رسول الله [ ويحذرون من الكذب عليه.. والزيادة في رواياته.. والتقول عليهم.. فعن أبي عبدالله ]: «والله لو يروون محاسن كلامنا لكانوا به أعز، وما استطاع أحد أن يتعلق عليهم بشيء، ولكن أحدهم يسمع الكلمة فيحط عليها عشرا» الكافي 8/229.. وقال أيضا: «إنا أهل بيت صديقون لا نخلو من كذاب يكذب علينا ويسقط صدقنا بكذبه علينا عند الناس» رجال الكشي ص608، بحار الأنوار 25/287.

والجميع متفق على تحريم النياحة واللطم (حديث المناهي).. فضلا عن التطبير,  والسب واللعن على أناس أفضوا إلى ما قدموا!!

تخطينا نقطة الزحام,  فانفرجت أسارير صاحبي:

– سوف أخرج من هذه الشوارع الجانبية إلى الطريق السريع.. يكفينا زحاما هذه الليلة.

– ثم انظر إلى العبادات.. صلوات الجماعة في المساجد,  وصلوات الجمعة كل أسبوع, وقيام الليل, والتهجد بالذكر والدعاء والقرآن في ليالي رمضان.. دون روايات ضعيفة.. ولا قصص مكذوبة,  ودون لعن,  ولا سب,  والجميع يتوجه إلى الله وحده,  لمغفرة الزلات,  وقضاء الحاجات.. وستر العورات.. لا ندعو نبيا.. ولا نسأل وليا, ولا نطلب إماما,  فالكل فقير إلى الله عز وجل,  والله سبحانه هو الذي يملك كل هذا,  لا نحلف إلا بالله, ولا ننذر إلا لله, ولا تتعلق قلوبنا إلا بالله, ونسأله هو وحده أن يرزقنا شفاعة نبينا يوم القيامة, وأن يسقينا من حوضه وأن يجعلنا في زمرة الآل والأصحاب؛ لأننا نجزم باجتماعهم جميعا تحت لواء محمد [, وعقيدتنا التي ندين الله بها أنه يوم القيامة.. {لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله} (الانفطار: 19)، فلن يوجد أحد يقول للناس يوم القيامة هذا في الجنة وهذا في النار. لا محمد بن عبد الله [ ولا علي بن أبي طالب ] ولا الحسن ولا الحسين ولا من هو خير منهما ولا من هو دونهما, {الأمر يومئذ لله} نسأله أن يرحمنا برحمته يوم القيامة.