– كثيراً ما أحدث نفسي بصلاة ليل طويلة… ولكني لا أحفظ السور الطويلة فأقرأ من أواخر المصحف سورة آو اثنتين قصيرتين وأنهي صلاتي.
– هل تعلم أن أعظم سور القرآن أقصرها… وهذه السور القصيرة تناولت كل ما يحتاج إليه العبد للنجاة في الآخرة… بل أهم ما يحتاج إليه في الدنيا؟
استغرب صاحب لهذه المعلومة… تابعت:
– دعني أوضح لك بعض ما اشتملت عليه هذه السور… التوحيد.. بكل أنواعه: {قل هو الله أحد.. الله الصمد.. لم يلد ولم يولد.. ولم يكن له كفواً أحد} … {قل ياأيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون…}.. {قل أعوذ برب الناس}… {أليس الله بأحكم الحاكمين} توحيد الأسماء والصفات والعبادة والربوبية… وذكرت القيامة والحساب والمآل {إذا زلزلت الأرض زلزالها} … {فأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية وأما من خفت موازينه فأمه هاوية وما أدراك ما هي نار حامية} .
وأرشدت الإنسان إلى سبيل الفلاح: {والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر}.. ونبهت العباد إلى أعظم العبادات وحذرت من التهاون بها: {فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون} … وبينت بعض أعظم الذنوب لاجتنابها: {ويل لكل همزة لمزة..} … {الذين هم يراؤون ويمنعون الماعون}، {أرأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين}، {فأما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر}.
وحذرت الناس من الدنيا وفتنتها وخاصة بالأموال: {ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر}… {الذي جمع مالاً وعدده يحسب أن ماله أخلده.. كلا} .. {ثم لتسألن يومئذ عن النعيم}… وبشرت الرسول [ ومن بعده أمته بأعظم البشارات: {ولسوف يعطيك ربك فترضى} .. {إنا أعطيناك الكوثر} ولمصائب الدنيا بينت العلاج: { إن مع العسر يسراً إن مع العسر يراً} … وللحفظ من جميع الشرور: {قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق} .. سواء ما ظهر منها إم ما خفي: {ومن شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد إذا حسد}.. {من شر الوسواس الخناس} .. توقفت ليعلق صاحبي:
– أراك تتحدث بحماس عن هذه السور القصيرة.
– لأن كثيراً من الناس لا يعرف عظمتها.
– حقاً… وأنا واحد منهم .
– دعني أذكر لك بعض الأحاديث في عظمة هذه السور .. من حديث عقبة بن عامر يقول: «ثم لقيت رسول الله [ فقال لي: يا عقبة بن عامر ألا أعلمك سوراً ما أنزلت في التوراة ولا في الزبور ولا في الإنجيل ولا في الفرقان مثلهن؟ لا يأتين عليك ليلة إلا قرأتهن فيها: {قل هو الله أحد} .. و{قل أعوذ برب الفلق} و {قل أعوذ برب الناس}» صححه الألباني .
وفي البخاري: «أن رجلاً قام (قيام الليل) في زمن النبي [ فقرأ: {قل هو الله أحد} السورة كلها يرددها لا يزيد عليها… فلما أصبحنا قال رجل لرسول [ : يا رسول الله إن رجلاً قام ليلة يقرأ في السحر: {قل هو الله أحد}» يرددها لا يزيد عليها (كأن الرجل يتقالها، فقال رسول الله [ : والذي نفس محمد بيده إنها لتعدل ثلث القرآن .. ومن قرأ {قل هو أحد} حتى يختمها عشر مرات، بنى الله له بها قصراً في الجنة» (حسن).. وفي حديث آخر قال [ : «لعن الله العقرب لا تدع مصلياً ولا غيره.. ثم دعا بماء وملح يمسح عليها يقرأ: {قل ياأيها الكافرون} و {قل أعوذ برب الفلق} .. و{قل أعوذ برب الناس} (صححه الألباني).. و«قل ياأيها الكافرون تعدل ربع القرآن» حسنه الألباني .
علق صاحبي:
– سبحان الله.. إن فضل الله عظيم.. هذه السور القصيرة التي يسهل على الجميع حفظها… فيها كل هذا الخير؟!
[button link=”https://www.prof-alhadad.com/wp-content/uploads/2012/08/Pages-from-639.pdf” color=”red” newwindow=”yes”]تحميل[/button]