أخرج ورقة من جيب ثوبه العلوي… ليقرأ لي حديثاً سألني عن ثبوته:
– عن أبي هريرة قال: أخذ رسول الله [ بيدي فقال: «خلق الله البرية يوم السبت، وخلق فيها الجبال يوم الأحد، وخلق الشجر يوم الاثنين، وخلق المكروه يوم الثلاثاء، وخلق النور يوم الأربعاء، وبث فيها الدواب يوم الخميس، وخلق آدم بعد العصر من يوم الجمعة في آخر الخلق وآخر ساعة من النهار فيما بين العصر إلى الليل».
– لقد كنت أبحث قبل يومين عن فضائل الجمعة وكان ضمن ما اطلعت عليه هذا الحديث.. وهو في صحيح مسلم.. فهو من الأحاديث الصحيحة.
– عندما اطلعت على الحديث دخل في نفسي شيء .
– أي شيء؟!
– لماذا فضل الله يوم الأربعاء على الثلاثاء فخلق النور في الأول والشر في الثاني؟
– هذا ليس بتفضيل يوم على يوم… بل تفضيل الأيام يكون بذكر فضيلة اليوم لا بما خلق فيه… مثلا… فضل الله يوم الجمعة على سائر الأيام وجاء في ذلك أحاديث تبين فضل الجمعة… وكذلك فضل يوم الاثنين والخميس «فيهما ترفع الأعمال إلى الله..» صحيح الجامع.. وفضل يوم عرفة أيا كان من أيام الأسبوع… لعظمة العبادة التي تقع فيه وفضل يوم عاشوراء (العاشر من محرم)… وهكذا يكون تفضيل الأيام بما يكون فيها من عبادات… وطاعات… وهنا أشير إلى أن النووي في شرح مسلم بين أن «خٌلق المكروره يوم الثلاثاء»، أي:للمجهول بمعنى.. بضم الخاء.. وكسر الام… قياساً على قول الله تعالى: {وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشداً} (الجن:10) .
– إذا لا ينبغي أن يتشاءم أحد من يوم الثلاثاء مثلاً؟
– بالطبع… لا تشاؤم في الإسلام على الإطلاق… ونهى النبي [ عن الطّيرة… (التشاؤم)… (متفق عليه) .
– وأين جاء ذكر الخلق في القرآن؟
في سورة فصلت: {قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أنداداً ذلك رب العالمين وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين ثم استوى إلى السماء، وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعاً أوكرها قالتا أتينا طائعين… فقضاهن سبع سموات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظاً ذلك تقدير العزيز العليم) (9-12)، وهنا يجب أن نفصل بعض الشيء أن الأرض خلقت في أربعة أيام… بما في ذلك ما بث فيها من أقوات ولوازم المعيشة الأخرى، والسموات خلقت في يومين… فهذا الخلق كله أخذ ستة أيام، ثم استوى سبحانه وتعالى على العرش… وعلق الألباني – رحمه الله – على حديث مسلم الذي أوردناه في البداية بقوله: «أن هذه الأيام ليست تلك… بل أيام مختلفة»، فالأيام المذكورة في الحديث جزء من الأيام الأربعة المذكورة في الآية، والمخلوقات التي وردت في الحديث جزء من المخلوقات التي بثها الله في الأرض وذكرها في الآية إجمالاً.
كان صاحبي يستمع باهتمام كأنما يتعلم شيئاً جديداً .
– وهناك حديث آخر عن بعث الأيام يوم القيامة… عن أبي موسى الأشعري ] قال: قال: قال رسول الله [:
«تحشر الأيام على هيئتها، وتحشر الجمعة زهراء منيرة أهلها يحفون بها كالعروس تهدى إلى خدرها تضيء لهم يمشون في ضوئها، ألوانهم كالثلج بياضاً، وريحهم كالمسك، يخوضون في جبال الكافور، ينظر إليهم الثقلان لا يطرفون تعجباً حتى يدخلون الجنة، لا يخالطهم أحد إلا المؤذنون المحتسبون» صحيح الترغيب والترهيب .
[button link=”https://www.prof-alhadad.com/wp-content/uploads/2012/08/Pages-from-641.pdf” color=”red” newwindow=”yes”]تحميل[/button]