– الأسماء الحسنى التي وردت في السنة ولم ترد في القرآن هل وردت مقترنة؟!

– بعض الأسماء الحسنى التي وردت في السنة جاءت مقترنة مثل (المسعر القابض الباسط الرازق)، ومثل (الحيي الستير) و(السبوح القدوس)، أما باقي الأسماء الحسنى التي وردت في السنة ولم ترد في القرآن وعددها واحد وعشرون اسما فقد وردت منفردة، مثل: الوتر- السيد – المحسن – الطيب.

– وماذا عن (المقدم) و(المؤخر)، هل هما من الأسماء الحسنى؟

– نعم ثبت الاسمان في حديث البخاري: «فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت».

كنت وصاحبي في أول يوم من رمضان بعد صلاة الظهر نقلب الكتب في الحاسوب.

– وماذا عن الديان؟

– ورد الديان في حديث البخاري عن عبدالله بن أنيس قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «يحشر الله العباد فيناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب يقول: «أنا الملك أنا الديان».

– وما المعنى؟! أعني معنى اسم الله (الديان)؟

– الدين: الجزاء، (يوم الدين)، يوم الجزاء – يوم القيامة، ومنه قوله تعالى: {أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَدِينُونَ} (الصافات:53).

أي مجزيون.

و(الديان) صيغة مبالغة من (دان) (يدين) (دينا)، تقول: «دنتهم فدانوا»، أي جازيتهم وحاسبتهم وقهرتهم فأطاعوا.

و(الديان)، الملك المطاع.

و(الديان)، القاضي الحاكم المجازي.

ولا شك أن موضع ورود الاسم لله -عز وجل- يعني (الجزاء) يوم القيامة: (أنا الملك الديان).

ماذا عن (الحنان، المنان) هل وردا مقترنين؟

– أما (الحنان) فليس من الأسماء الحسنى، و(المنان) ورد في حديث صحيح في سنن أبي داود.

     من حديث أنس: «أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا ورجل يصلي ثم دعا: «اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم، فقال النبي  صلى الله عليه وسلم : لقد دعا الله باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى».

– وماذا عن معنى (المنان) لله عز وجل؟

– (المنة): النعمة الثقيلة، ويقال ذلك على وجهين: أحدهما أن يكون ذلك بالفعل، فيقال: منّ فلان على فلان إذا أثقله بالنعمة، وعلى ذلك قوله: {لقد من الله على المؤمنين} (آل عمران:164)، وذلك على الحقيقة لا يكون إلا لله تعالى، والثاني: أن يكون ذلك بالقول، وذلك مستقبح فيما بين الناس إلا عند كفران النعمة، ولقبح ذلك قيل: المنة تهدم الصنيعة، ولحسن ذكرها عند الكفران قيل: إذا كفرت النعمة حسنت المنة، وقوله: {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا ۖ قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ ۖ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} (الحجرات:17)، فالمنة منهم بالقول ومنة الله عليهم بالفعل وهو هدايته إياهم كما ذكر.

(المنان) سبحانه هو العظيم الهبات الوافر العطايا، الذي ينعم غير فاخر بالإنعام، والذي يبدأ بالنوال قبل السؤال، وهو المعطي ابتداء وانتهاء، قال تعالى: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} (النحل:18)، فلله المنة على عباده ولا منة لأحد عليه.