هذه ثلاثة أسماء من الأسماء الحسنى لله -عز وجل- وجميع أسماء الله حسنى، تدل على صفة من صفات الكمال والجمال والتفرد والعظمة وغير ذلك مما لا يليق إلا بالله -عز وجل-.

– (الملك).. اسم لله -عز وجل- ورد في كتاب الله ثلاث مرات، اقترن بـ(الحق) مرتين.

{فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ}(طه:114)، (المؤمنون:116)، وورد في سورة الحشر {الملك القدوس}.

     و(المالك) لم يرد مطلقاً في القرآن وإنما ورد مقيدا {مالك الملك} و{مالك يوم الدين}، ولكنه ورد في السنة الصحيحة: «إن أخنع اسم عند الله رجل تسمى ملك الأملاك، لا مالك إلا الله -عز وجل-» (مسلم).

و(المليك)، ورد في كتاب الله مرة واحدة: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ} (القمر:44-55).

– وهل ترتيبها (المالك، الملك، المليك)؟

– نعم، ولنتدبر الفرق بين هذه الأسماء الثلاثة من حيث اللغة والصفة التي تليق بالله عز وجل.

     صاحبي تقاعد منذ شهر، وبدأ يعيد ترتيب نشاطاته اليومية ليتأقلم مع وضعه الجديد، أصبح يمارس رياضته ساعتين في الصباح، ثم يقضي ساعتين يقرأ شيئا، ثم يأخذ قسطا من الراحة إلى صلاة العصر؛ حيث يقوم بنشاط تطوعي إلى العشاء، ثم باقي النشاطات التي كان يمارسها بعد العشاء.

– (الملك) بضم الميم وسكون اللام، يطلق مقابل (الملكوت)، الأول يعني (عالم الشهادة)، أي العالم المشهود، السماوات والأرض، وجميع المخلوقات المشهودة، و(الملكوت) عالم الغيب، الملائكة، والجنة والنار، وكل شيء في الغيب، وفي اللغة (الملك) أبلغ من (المالك)، فقد يملك الإنسان ولا يتصرف في ملكه، فهو (مالك) وليس (ملكا)، أما (الملك) فيملك ويتصرف ولله المثل الأعلى، ولو تدبرنا ما أضيف اسم (المالك) له، {مالك يوم الدين}؛ حيث لا مالك على الإطلاق، و(مالك الملك)، الذي يهب الملك من يشاء، وينزعه ممن يشاء.

     أما (الملك)، فقد اقترن باسم الله (الحق)، فهو (الملك الحق)، وهو (الملك القدوس)، و(الحق) ضد (الباطل)، فكأن كل ملك آخر باطل، و(الملك الحق) هو الله -عز وجل- وفي الموضعين يقول سبحانه: {فتعالى الملك الحق}، تعالى عن كل ما لا يليق به، وتعالى بكل صفات الكمال والجلال والعظمة.

     و(المليك)، فكما قلنا سابقا: «زيادة المبنى يؤدي إلى زيادة المعنى»، فهنا زاد حرف (الياء) على اسم الله (الملك)، وهذه الزيادة أدت إلى أن (المليك) هو الملك الواسع الملك، سبحانه، وجاء ذلك في بيان مكان (المتقين) يوم القيامة: (في جنات ونهر… في مقعد صدق عند مليك مقتدر)، مُلك لا نهاية له، عند (المليك)، يوم القيامة.

علق صاحبي

– كلام جميل يجعل المرء ينصت ويطلب المزيد، ولا يشبع من هذا العلم.

– هذا جزء يسير مما يجب علينا تجاه أسماء الله الحسنى.