– هل يثبت اسم (الواسع) لله -عز وجل- وفق منهج أهل السنة والجماعة؟!

-نعم.. فقد ورد اسم (الواسع) في كتاب الله -عزوجل- ثماني مرات، وتنطبق عليه شروط الأسماء الحسنى من العلمية والإطلاق والثبوت والدلالة على الكمال والحسن.

– ورد ثماني مرات في كتاب الله؟

– نعم.. اقترن سبع مرات بـ(العليم) فهو -سبحانه- (الواسع العليم) واقترن بـ(الحكيم مرة واحدة في قوله -سبحانه- {وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا} (النساء:130).

     ومعنى (الواسع) في حق الله -عزوجل- أنه كثير الفضل عظيم الرحمة؛ فهو واسع في عطائه ورحمته وفضله، أي (كثير)، وهو -سبحانه- يسع عطاءه جميع خلقه، لا يضيق عطاؤه لأحد عطاؤه لغيره، فرحمته تسع الجميع ونعمه تسع الجميع -جميع الخلق- الإنس والجان والملائكه والكون، وما في السموات وما في الأرض. لايضيق عطاؤه عن أحد، ومع ذلك فإن عطاءه مقترن بالعلم والحكمة. فهو -سبحانه- يعطي بحكمة، ويمنع بحكمة.

فإن المنع لا عن قلة وضيق،  وإنما لحكمة يريدها الله -سبحانه وتعالى-.

     لقد اطلعت على شرح لغوي لاسم الله (الواسع)، ومما أذكر أن (الواسع) على وزن فاعل للموصوف بالوسع فعله وسع يسع سعة فهو واسع، وأوسع الله عليك أو وسع الله عليك، أي زادك من نعمه وأغناك. وورد في القرآن {لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ} (الطلاق:7)، أي لينفق الغني حسب غناه. وفي حق الله تشمل هذه المعاني وغيرها على وجه الكمال والإطلاق بما يليق به -سبحانه- فهو واسع علمه كل شيء واسع الغني؛ فغناه مطلق لا حد له.

واسع الرحمه.. فرحمته لا حدود لها.

وهكذا، وعندما اقترن اسم (الواسع) بـ(العليم) حتى لا يستبعد العبد، بل يكون على يقين أن الله يضاعف الأجر، ويجزل الثواب إذا علم ما يرضيه من حال العبد.

     ولو تدبرنا الآية التي ختمت بهذين الاسمين وهي آية واحدة من كتاب  الله في أحكام ما بعد الطلاق، فقد ورد في التفسير (هذه الحالة الثالثة بين الزوجين إذا تعذر الاتفاق فإنه لا بأس بالفراق وذلك أن الله يغني كلا الزوجين من فضله (المادي والمعنوي) وفق ما تقتضيه حكمته -سبحانه وتعالى- فإذا اتقى الله كل من الزوجين فإن الله وعده بالعطاء الواسع وأن الطلاق ليس نهاية الدنيا.. ولكن المطلوب هو مراقبة الله والتعامل وفق شريعة الله.

يفعل ذلك من الزوجين فليعلم يقينا أن (الواسع الحكيم) يدبر أمره في ايجاد حياة خير مما سبق.