أظن أنه ينبغي على المؤمن أن يحافظ على ترتيب الأسماء المقترنة كما جاءت في كتاب الله أو في سنة النبي صلى الله عليه وسلم .

– ماذا تعني بالمحافظة على ترتيبها؟!.

– مثلا لا نقدم (العزيز) على (القوي). بل نقول: (القوي العزيز) ولا نقدم (الخبير) على (العليم)، بل نقول: (العليم الخبير) ولا نقدم (الحكيم) على (العزيز)، بل نقول: (العزيز الحكيم) وذلك أن الله رتبها في كتابه إما لأن الاسم الأول يسبق الثاني بالمعنى، مثل (العليم الخبير)، أو أن الاسم الثاني يتطلب الأول مثل (القوي العزيز)، أو أن أثر الأول أبلغ على العبد من الثاني مثل (العفوّ الغفور)، أو لغير ذلك من الأسباب، المهم أن نلتزم بالترتيب الذي ورد في كتاب الله أو السنة النبوية.

كنت وصاحبي في طريقنا لرحلة صيد السمك (حداق) كما نسميها في لهجتنا المحلية بالكويت.. والوعد أن نصلي العصر في مسجد نادي الزوارق.

– وماذا عن (العزيز الحكيم)؟

– إذا أردنا أن نبحث عن سبب ترتيب هذين الاسمين نقول: (عز.. فحكم).. ويظهر لنا ذلك من تدبر بعض الآيات التي ورد فيها الاسمان مقترنين.

– قبل أن تذكر الآيات كم مرة ورد كل اسم في كتاب الله؟

– لم تسعفني ذاكرتي، طلبت من صاحبي أن أستخدم هاتفي؛ حيث إني كنت احتفظت بجزء كبير من هذه المعلومات.

– ورد اسم العزيز اثنتين وثمانين (82) مرة في كتاب الله اقترن منها سبعاً وأربعين مرة بـ (الحكيم).

{رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ } (البقرة:129).

{هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (آل عمران:6).

{إن هذا لهوا القصص الحق وما من إله إلا الله وأن الله لهو العزيز الحكيم } (آل عمران:62).

{إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ۖ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (المائدة:118) .

{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ۖ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (ٌإبراهيم:4).

{لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ ۖ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَىٰ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } (النحل: 60) .

{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (التوبة: 71).

{وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (لقمان: 27).

{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُم بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا} (النساء: 56).

{وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ ۚ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا ﴿157﴾ بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا } (النساء: 157-158). {رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا } (النساء: 165).

{وَلِلَّـهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّـهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} (الفتح: 7).

     ودعني أورد بعض ما أورد (ابن القيم) في معاني (العزيز الحكيم): «ثم سألوه (أي الملائكة) أن يقيهم (أي التائبين) عذاب الجحيم وأن يدخلهم والمؤمنين من أصولهم وفروعهم وأزواجهم جنات عدن التي وعدهم بها، وهو سبحانه وإن كان لا يخلف الميعاد، فإنه وعدهم بها بأسباب من جملتها دعاء الملائكة لهم أن يدخلهم إياها برحمته التي منها أن وفقهم لأعمالهم، وأقام ملائكته يدعون لهم بدخولها، ثم أخبر سبحانه ملائكته أنهم قالوا عقيب هذه الدعوات إنك العزيز الحكيم أي مصدر ذلك وسببه وغايته صادر عن كمال قدرتك وكمال علمك؛ فإن العزة كمال القدرة، والحكمة كمال العلم وبهاتين الصفتين يقضي سبحانه وتعالى ما يشاء، ويأمر وينهي ويثيب ويعاقب، فهاتان الصفتان مصدر الخلق والأمر» (الجواب الكافي).

«ولهذا قال المسيح صلوات الله وسلامه عليه {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ۖ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } (المائدة:118) أي إن غفرت لهم غفرت عن عزة وهي كمال القدرة وحكمة وهي كمال العلم فغفرت بعد أن علمت ما عملوا وأحاطت بهم قدرتك» (الروح).

     و«كذلك أسماء الرب تعالى كلها أسماء مدح ولو كانت ألفاظا مجردة لا معاني لها لم تدل على المدح وقد وصفها الله سبحانه بأنها حسنى كلها فقال: {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} (الأعراف:180) فهي لم تكن حسنى لمجرد اللفظ بل لدلالتها على أوصاف الكمال وهذا لما سمع بعض العرب قارئا يقرأ (والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله غفور رحيم)، قال ليس هذا كلام الله تعالى فقال القارئ أتكذب بكلام الله تعالى، فقال: لا ولكن ليس هذا بكلام الله، فعاد إلى حفظه وقرأ: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌﭬ} (المائدة:38) فقال الأعربي: صدقت عز فحكم فقطع ولو غفر ورحم لما قطع» (جلاء الأفهام).

وهكذا جميع الآيات التي ختمت بـ(العزيز الحكيم) تقتضي كمال القدرة مع كمال العلم، ربما بعضها أظهر لنا من بعض ولكن الجميع تستلزم ذاته. المعنى.

بلغنا المكان الذي نريد مع أذان العصر، ترجلنا.

– كنت دائما أتمنى أن أرزق بولد اسميه (عبدالعزيز)، أحب هذا الاسم ومع أننا لم نرزق بولد إلى الآن إلا أن زوجتي معترضة بحجة أن اسمي (أحمد) ثلاثة أحرف فلا يناسب أن يكون اسم ابني أطول بكثير من اسمي.

تبسمت لعبارته.

– أسأل الله أن يرزقك الولد وأن تسميه (عبدالعزيز)