– عندما يتدبر المرء اسم الله (العزيز) ينبغي أن يتدبر ما اقترن به من الأسماء الحسنى الأخرى، (العزيز) اقترن بتسعة أسماء من الأسماء الحسنى:

 

(العزيز الحكيم) سبعا وأربعين مرة.

(العزيز الرحيم) ثلاث عشرة مرة.

(القوي العزيز) سبع مرات.

(العزيز العليم) ست مرات.

(العزيز الغفار) ثلاث مرات.

(العزيز الحميد) ثلاث مرات.

(العزيز الغفور) مرتان.

(العزيز الوهاب) مرة واحدة.

(عزيز ذو انتقام) ثلاث مرات، ليس من الأسماء الحسنى، وإنما صفة لله عز وجل.

قاطعني:

– (العزيز) أتى أولا مع جميع ما اقترن به من الأسماء، عدا القوي أتى ثانيا، فهو سبحانه (القوي العزيز)، قوة مطلقة تليق به سبحانه وتعالى؛ فكان عزيزاً يغلب كل شيء ولا يغلبه شيء سبحانه وتعالى.

– ملاحظة جيدة يا (أبا أحمد).

كنت وصاحبي (أبو أحمد) وثالثنا مؤذننا الجديد (أبو عمر) في مجلس بعد صلاة العصر، نتناول شاي العصر في الغرفة المعدة للمؤذن بعد أن جهزناها لسكنه وزودناها بالمكتبة الإلكترونية.

– من الآيات الثلاث عشرة التي اقترن فيها (العزيز) بـ(الرحيم) تسع منها جاءت في سورة الشعراء بعد أن يذكر الله هلاك فرعون، وقوم إبراهيم، وقوم نوح، وعاد (قوم عاد)، وثمود (قوم صالح)، وقوم (لوط)، وأصحاب الأيكة (قوم شعيب)؛ فالسورة كلها أخبار عن إهلاك المجرمين ونجاة الرسل وأتباعهم.

{إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً ۖ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ ﴿103﴾وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ }(الشعراء: 103 – 104).

أخد صاحبي يبحث في التفاسير، قرأ:

– سورة الشعراء تبدأ بقوله تعالى: {طسم ﴿1﴾تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ ﴿2﴾لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ﴿3﴾}، فكان النبي[ يحزن كثيرا -إشفاقا- ألا يؤمن به قومه، ففي ما تلا ذلك من الآيات بيان حال إخوانه من الأنبياء مع أقوامهم، تسلية له[، فهو سبحانه (العزيز) الذي أهلك أعداء رسله بعد أن تبين أنهم لن يؤمنوا، و(الرحيم) برسله وأتباعهم أن أنجاهم من العذاب الذي نزل بأقوامهم، وحال النبي[ لن يكون استثناء عن غيره من الأنبياء والرسل، سينصره الله وأتباعه ويهلك أعداءه، إنه هو (العزيز الرحيم).

– وماذا عن الآيات الأربع الأخر؟

– الآيات هي: {فِي بِضْعِ سِنِينَ ۗ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ ۚ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ ﴿4﴾بِنَصْرِ اللَّهِ ۚ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴿5﴾}(الروم: 4 – 5)، {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ﴿5﴾ذَٰلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ }(السجدة: 5 – 6)، {تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ}(يس:5)، {يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ ﴿41﴾إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ ۚ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ }(الدخان: 41 – 42).

– ينبغي على المرء أن يتدبر خواتيم الآيات إذا انتهت بأسماء الله الحسنى، ويقرأ تفسير هذه الآيات حتى يتعلم ما فيها من العلم والإيمان.

فلله عز وجل كمال في عزته، فهو (العزيز)، وكمال في رحمته، فهو (الرحيم)، وكمال في اقترانهما، فهو (العزيز الرحيم) سبحانه وتعالى.

[button link=”https://www.prof-alhadad.com/wp-content/uploads/2014/01/Pages-from-issue_758.pdf” color=”red” newwindow=”yes”] تحميل[/button]