من الأسماء التي تمنيت أن أسمي أحد أبنائي بها (عبدالعزيز)، ولكن الله لم يرزقني إلا ولدا واحدا، وكان الاتفاق أن نسميه على اسم والد زوجتي؛ فقد كان رجلا خيرا وله فضل عظيم عليّ.

كنت وصاحبي نتمشى بعد صلاة العصر في جو بارد رغم ضياء شمس الشتاء.

– نعم (عبدالعزيز) اسم جميل، و(العزيز) من أسماء الله الحسنى التي وردت في القرآن بصيغة (عزيز) و(عزيزا) و(العزيز)، في سبع وثمانين آية، واقترن العزيز بتسعة أسماء من الأسماء الحسنى هي (الحكيم) و(الرحيم) و(القوي) و(العليم) و(الغفار) و(الغفور) و(الحميد) و(الوهاب) و(المنتقم)، وكلها أتى بعدها، عدا (القوي) فقد أتى قبل (العزيز)، و(الحكيم) أكثر اسم اقترن بـ(العزيز)، فقد اجتمعا في سبع وأربعين آية من كتاب الله، فهو (العزيز الحكيم) سبحانه.

– وماذا عن (العزيز العليم)؟

– اقترن هذان الاسمان من أسماء الله الحسنى في ست آيات من القرآن الكريم، والآيات التي اقترن فيها الاسمان تدل على قدرة الله -سبحانه وتعالى- في خلق السموات والأرض وتسخيره لما في السموات والأرض، فكل هذا الكون يسير تحت قهر الله وعلمه والآيات هي:

{فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} (الأنعام:96).

{بَيْنَهُمْ بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ} (النمل:78).

{وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} (يس:38).

{حم ﴿1﴾تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ } (غافر:1-2).

{فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ } (فصلت:12).

{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ} (الزخرف:9).

– ما معنى (فالق الإصباح)؟

– في التفسير (فالق الإصباح) أي شاق عمود النهار عن ظلمة الليل وسمو (الفجر) فلقا بمعنى مفلوق، وكذلك (الصبح)، قالوا: وما من شيء في الكون إلا وهو مفلوق عن غيره، والآية التي في الأنعام أعني الآية (96) الآية التي قبلها: { إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَىٰ ۖ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ  فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ} (الأنعام:95).

فالله عز وجل (فلق) الزرع، و(الزمن)، وجاء في سورة الفلق: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}، بمعنى (المفلوق) وهو كل شيء، يخرج من شيء سبقه.

     {ذَٰلِكُمُ اللَّهُ  فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ}(الأنعام: 95)، الذي فعل كل ذلك، وانفرد بخلق كل هذه الأشياء وتدبيرها هو الله، الذي له الألوهية والعبادة على الخلق أجمعين، وهو رب جميع المخلوقات: {فأنى تؤفكون}، فأنى تصرفون وتصدون عن عبادة من هذا شأنه إلى عبادة من لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا.

     {ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ}(يس: 38): أي التقدير المذكور هو {تقدير العزيز العليم}، الذي من عزته انقادت له هذه المخلوقات العظيمة، فجرت مذللة مسخرة بأمره؛ بحيث لا تتعدى ما حده الله لها، لا تتقدم ولا تتأخر (العليم) الذي سير كل ذلك بعلم تام لا يتخلف عن شيء ولا يتخلف عنه شيء، أحاط علمه بكل شيء، فجاء هذا الكون البديع المنتظم من (العزيز العليم).. وباقتران هذين الاسمين تبين أن كل ما في الكون يسير تحت قهر الله وعلم الله، ولذلك لا يضطرب شيء في هذا الكون إلا بأمر العزيز، وبتقدير العليم، وهذه المخلوقات العظيمة تدل على عظمة خالقها، ونظامها البديع تدل على كمال علمه، فسبحان (العزيز العليم).

[button link=”https://www.prof-alhadad.com/wp-content/uploads/2014/01/Pages-from-issue_759.pdf” color=”red” newwindow=”yes”] تحميل[/button]