أن يقضي متطلبات بيته، وينال قسطا من الراحة، ويقرأ القرآن، ويتبقى وقت لأمور أخرى، هاتفني بعد صلاة العصر مخبراً أنه سيزورني.

– أشعر أن الأسماء الحسنى لم تحظ باهتمام كبير من العلماء كما حظيت قضية التوحيد؟

– لا أستطيع أن أجزم أو أنفي، ولكن هناك العديد من الكتب القديمة والحديثة في قضية الأسماء الحسنى.

– ولكنها ليست منتشرة، وكثير منها ينقصه شيء، إما من حيث اللغة أو شرح المعاني أو وجود أحاديث ضعيفة، مثلا أشهر حديث في الأسماء الحسنى، الذي ورد عند الترمذي: ضعيف، ويشمل أسماء لا ينبغي أن يسمى الله بها؛ لأن أسماء الله عز وجل توقيفية ولا يجوز لأحد أن يسمي الله بما لم يسم به نفسه.

– صدقت؛ وذلك لأن القواعد في إثبات الأسماء الحسنى غير معروفة عند معظم الناس.

– قاطعني:

– وأنا شخصياً لا أعرف هذه القواعد.

قالها طالبا ذكر القواعد.

– لاشك أن الاسم يجب أن يكون (علماً)والعلمية في اللغة تتحقق بدخول حرف الجر على الاسم، كقوله عز وجل: {وتوكل على الحي الذي لا يموت} (الفرقان: 58)، أو أن يرد الاسم منوناً كقوله عز وجل: {بلدة طيبة ورب غفور} (سبأ: 15)، أو يكون معرفاً بالألف واللام، كقوله عز وجل: {تنزيل من العزيز الرحيم} (يس: 5)، أو تدخل عليه (ياء) النداء كما في الحديث: «يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم» أبو داود، وصححه الألباني، أو يكون المعنى مسنداً إليه محمولا عليه، كقوله: {الرحمن فاسأل به خبيرا} (الفرقان: 59)، فهذه شروط خمسة تتحقق من خلالها (العلمية) للاسم، وبالطبع يجب أن يكون الاسم قد ورد في آية من كتاب الله أو حديث صحيح عن رسول الله[.

استغرب صاحبي.

– هذه أول مرة أسمع هذه القواعد الخمس.

– ألم تسمع قول الشافعي: «كلما ازددت علماً ازددت علماً بجهلي»؟ كلنا نتعلم شيئاً جديداً كل يوم؛ ولذلك من لم يلتزم هذه القواعد، أضاف إلى أسماء الله الحسنى ما ليس منها، مثلاً: «المعز – المذل – الخافض – الرافع – المبدئ – المعيد – المنتقم – المميت – العدل – الباقي – المقسط – المحصي – المغني…» هذه كلها لا تنطبق عليها قاعدة العلمية في الاسم وتم اشتقاقها أو استنباطها من آيات من القرآن، مثلاً سموا الله (العدل) من قوله عز وجل: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان…} (النحل:90)، وسموه الباعث من قوله تعالى: {والموتى يبعثهم الله} (الأنعام: 36)، وسموه (المحصي) من قول الله عز وجل: {لقد أحصاهم وعدّهم عداً} (مريم: 94)، والمميت من قوله عز وجل: {هو الذي يحيي ويميت فإذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون} (غافر: 68).

قاطعني:

– هذه انتشرت على ألسنة الناس.

– ولذلك يجب أن ننشر الصحيح من الأسماء الحسنى حتى نصحح ما انتشر من أسماء لا ينبغي أن نسمي الله بها.

– وماذا بعد؟!

– من الأسماء التي انتشرت (الجليل) ولا دليل عليه، وإنما استنبطوه من قول الله عز وجل: {ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام} (الرحمن: 27)، و(المنتقم) من قوله عز وجل: {إنا من المجرمين منتقمون} (السجدة:  22)، فإذا التزمنا هذه القاعدة في الأسماء الحسنى، وصلنا إلى ما أراد الله لنا أن نعرفه من أسمائه مع التزامنا بالقرآن والأحاديث الصحيحة فقط.

[button link=”https://www.prof-alhadad.com/wp-content/uploads/2012/09/Pages-from-issue_693.pdf” color=”red” newwindow=”yes”] تحميل[/button]