– نعم من أسماء الله الحسنى (الحكيم).. ورد في كتاب الله أكثر من تسعين مرة.. أولها في سورة البقرة: {قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم} (32)، وآخرها في سورة الإنسان: {وما تشاؤون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما} (30)، وفي اللغة.. الله سبحانه وتعالى أحكم الحاكمين له الحكم سبحانه، قال الليث: (الحَكَم) هو الله ومن صفاته سبحانه.. الحَكَم والحكيم والحاكم، ومعاني هذه الأسماء متقاربة، فهو الذي يقضي في كل شيء.. وهو الذي يُحكِم الأشياء ويتقنها والحُكْم يأتي بمعنى العلم :{وآتيناه الحكم صبيا} و(الحكيم): المتقن للأمور، ووصف الله تعالى كتابه بأنه حكيم.. {يس والقرآن الحكيم}.. (يس:1، 2)، وكذلك قال تعالى: {كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير} (هود: 1).. والحكمة.. معرفة أفضل الأشياء بأفضل العلوم، ويقال لمن يحسن دقائق الصناعات ويتقنها: (حكيم).

كنت أجيب شقيقتي في مجلسنا النصف شهري.. سألتني:

– وهل يجوز وصف مخلوق بهذه الصفة.. أعني (الحكمة)؟

– بالطبع.. فلقمان يوصف بأنه حكيم.. وما زال أهل الشام يسمون الذي يمارس الطب بـ (الحكيم).. ولكن تعلمين القاعدة أن حكمة المخلوق تليق به، وحكمة الخالق تليق به؛ فهي حكمة كاملة مطلقة.. فهو (الحكيم)، الذي بلغ المنتهى في العلم والإتقان والحُكْم.

ولو تتبعنا الآيات التي ذكرت اسم (الحكيم) لله عز وجل لوجدنا أنها اقترنت بـ (العليم) و(العزيز) و(الخبير) والأغلب مع العزيز.. ولذلك قالوا: «عز.. فحكم»، بل وصف الله عز وجل نفسه بأنه يؤتي الحكمة بعض خلقه: {يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذكّر إلا أولو الألباب} (البقرة: 269).. {ولقد آتينا لقمان الحكمة} (لقمان: 12).. {وشددنا ملكه وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب} (ص: 20) وذلك عن نبي الله داوود .

بدأ بقية الإخوان يتوافدون وأردنا أن ننهي الموضوع.. قالت:

– أشعر بالراحة كلمة استذكرت هذا الاسم لله عز وجل.. الحكيم.. فالإنسان يريد أن يصل إلى شيء ما في حياته، أو يحصل على المال أو المنصب، ويريد أن يتجنب المصائب والعثرات، ولكن تحصل له أمور رغما عنه، فإذا تذكر أن الذي قضاها عليه هو (الحكيم).. يعلم يقينا أن الخير فيما قضاه الله؛ فهو (الرحيم) بعباده.. (الرؤوف) بخلقه.. (الحكيم) بقضائه، فيطمئن لقضاء الله عز وجل.

– حقا ما تقولين يا أختاه.. إن تعلم الأسماء الحسنى وما تحمله من معانٍ جميلة.. عظيمة.. كاملة.. حميدة في حق الله عز وجل تورث الإيمان الصحيح بالله عز وجل وتجعل المؤمن يعيش حياة مستقيمة مهما أصابه من ضراء أو فتح عليه من سراء، فإن الأمر ليس عشوائيا بل بقضاء (الحكيم العليم العزيز الرحيم).

[button link=”https://www.prof-alhadad.com/wp-content/uploads/2012/08/Pages-from-638.pdf” color=”red” newwindow=”yes”]تحميل[/button]